عنب بلدي – عماد نفيسة
أطلق تطبيق “إنستغرام” الأمريكي الشهير ميزة جديدة أسماها “RELLS”، وهي مستوحاة من تطبيق “تيك توك” الصيني الذي زاد استخدامه مؤخرًا خصوصًا بين فئة المراهقين. تتيح الميزة الجديدة تصوير فيديو قصير وتطبيق موسيقى في الخلفية والتحكم في سرعة المقطع تمامًا مثل ما يفعل “تيك توك”، وأعلنها “إنستغرام” بشكل رسمي عبر عرضها ضمن التطبيق في خانة “الحالة”.
إطلاق الإضافة الجديدة جاء بعد اجتماع بين المدير التنفيذي لشركة “فيس بوك” (المالكة لإنستغرام)، مارك زوكربيرغ، مع موظفين من الشركة، إذ أقر زوكربيرغ “بالتهديد” الذي يشكله “تيك توك”.
ورغم الانتقادات التي تواجه “تيك توك”، من حيث غلبة المحتوى “غير المفيد” في الفيديوهات المشاركة، يواصل التطبيق الصعود بسرعة إذا ما قورن بمراحل نمو “إنستغرام” و”فيس بوك”، إذ يركز التطبيق على المحتوى المسلي والترفيه المصحوب بموسيقى غالبًا، ويشارك الناس فيه حياتهم اليومية العادية، وتنتشر من خلاله أساليب التحدي بين المراهقين والمنافسة لأداء رقصات معينة على سبيل المثال.
“تيك توك” هو تطبيق صيني أطلق في أيلول عام 2016، ويشهد أسرع نمو لتطبيق هواتف محمولة في العالم، ووصل مستخدمو التطبيق إلى 150 مليون مستخدم نشط يوميًا، وحصل على أكثر من 800 مليون تحميل على مستوى العالم، 80 مليون منها في الولايات المتحدة الأمريكية.
القلق الأمريكي من صعود “تيك توك” ليس من قبل الشركات الأمريكية فقط بل من جهات حكومية أمريكية أيضًا، وهي التي يزعجها صعود كل ما هو صيني، ليس في التكنولوجيا فقط بل في كل المجالات.
عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، اعتبر أن تطبيق “تيك توك” وغيره من التطبيقات الصينية تشكل تهديدًا للأمن القومي الأمريكي، كما انتقد شومر استخدام بعض أفراد الجيش الأمريكي للتطبيق، ودعاهم “للتفكير مرة أخرى قبل البدء باستخدامه”، بحسب موقع theverge””.
ويبدو أن سر صعود “تيك توك” المتسارع لكونه طرح أفكارًا جديدة غير موجودة في تطبيقات منافسيه في أمريكا، الذين بدؤوا الآن بالتقليد بغية المضاربة ومحاولة كبح تصاعده، وخاصة بعد بدء التطبيق بالدخول إلى ما يسمى “التجارة الاجتماعية”، وهي استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في تسويق المنتجات وعرض الإعلانات، وبالطبع سيرغب المعلنون في عرض منتجاتهم على التطبيقات الأكثر صعودًا ووصولًا، والتي صار “تيك توك” من أبرزها، وهذا سيزعج المنافسن المسيطرين لفترة طويلة مثل “فيس بوك” و”إنستغرام”.