عنب بلدي – درعا
عاد الطابع الثوري إلى محافظة درعا بمظاهرات ووقفات احتجاجية مناهضة للنظام السوري وسياسته الأمنية، بينما أعادت هجمات أمنية المشهد في المدينة إلى ما قبل اتفاق التسوية الذي مرّ عليه نحو عام ونصف.
طالب متظاهرون ومشاركون في وقفات احتجاجية صامتة منذ بداية تشرين الثاني الحالي، برفع القبضة الأمنية عن مدينة درعا، والإفراج عن المعتقلين من سجون النظام، وترافقت بهجمات على حواجز، واستهدافات لشخصيات أمنية تُتهم بالفشل الأمني والإداري في المحافظة.
وتشهد المدينة حالة من الانتهاكات الأمنية المتمثلة باعتقالات متكررة، إضافة إلى التردي الاقتصادي، وهو ما يناقض الوعود الحكومية، والتعهدات الروسية، التي رافقت اتفاق التسوية.
المظاهرات متجددة في درعا
أبرز الاحتجاجات في المحافظة كانت الوقفة الاحتجاجية في درعا البلد، الجمعة 15 من تشرين الثاني الحالي، التي حضرها عضو اللجنة المركزية (المكونة من وجهاء وشخصيات بارزة في المحافظة، والمسؤولة عن تنفيذ اتفاقية التسوية)، الشيخ فيصل أبازيد، وحمل المحتجون لافتات تطالب برفع القبضة الأمنية وإخراج المعتقلين، وتدعو لإخراج “الميليشيات الإيرانية” من المنطقة.
حملت لافتات المظاهرات عبارات “مطبخنا بلدي ولا أحد يمثلنا خارجيًا”، “إيران وحزب الله لا مكان لكم”، “لاخير في أمة تنسى أبناءها في السجون”، “ارفعوا قبضتكم الأمنية”، وشارك فيها الأهالي بمن فيهم الأطفال، وفق صور وفيديوهات نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشهدت بلدتا سحم وجلين بريف درعا الغربي مظاهرات ليلية في اليوم ذاته، طالبت بإسقاط النظام السوري ونادت بخروج المعتقلين، بحسب تسجيلات مصورة حصلت عليها عنب بلدي.
كما سجلت المحافظة مظاهرات مناهضة للنظام وعناصر الأمن التابعين له، في 14 من تشرين الثاني الحالي، في بلدات العجمي وتل شهاب واليادودة والمزيريب وطفس، سبقها انتشار لصاقات على جدران المدارس والمساجد وواجهات المحلات التجارية في طفس وداعل والمزيريب والشجرة وبيت آراء وتل شهاب، تطالب بإطلاق سراح المعتقلين وخروج إيران و”حزب الله” من المنطقة.
هجمات أمنية.. تنظيم “الدولة” يتبنى
تزايدت حدة الهجمات الأمنية على حواجز ومقار أمنية تابعة للنظام في مناطق متفرقة من درعا خلال الأسبوع الماضي، إضافة لاستمرار عمليات الاغتيال التي استهدفت شخصيات محسوبة على النظام من قبل جهات مجهولة في معظمها.
أحدث تلك الهجمات تمثلت باستهداف مفرزة أمنية لقوات النظام جنوب بلدة تل الحارة، من قبل مسلحين مجهولين، الجمعة 15 من تشرين الثاني الحالي، وفق تسجيل مصور نشر على وسائل التواصل الاجتماعي، دون معلومات حول الخسائر أو الجهة المنفذة للهجوم، بحسب مراسل عنب بلدي في المنطقة.
وفي اليوم ذاته، تعرض منزلا عنصرين يعملان ضمن فرع الأمن العسكري في مدينة الصنمين بريف درعا، لهجوم من قبل مجهولين بقذائف “آر بي جي”، واقتصرت الخسائر على الماديات وفق صور نشرتها صفحة “الصنمين نيوز“، ومراسل قناة “سما” الفضائية الموالية للنظام، فراس الأحمد على صفحته في “فيس بوك“.
وتزامن ذلك مع هجوم لمسلحين مجهولين استهدفوا الحاجز الشرقي لقوات النظام السوري في بلدة السهوة شرقي درعا بقذيفة “آر بي جي” في نفس اليوم، ما أسفر عن إصابة عنصر على الأقل، بحسب ما أكدته قناة “سما” الفضائية.
لم يعلق النظام بشكل رسمي على تلك الهجمات، بينما أعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” عبر وكالة “أعماق” التابعة له، مسؤوليته عن الاستهداف في بلدة السهوة، وبقيت هجمات الصنمين وتل الحارة مسجلة ضد مجهولين.
وسيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي على محافظتي درعا والقنيطرة، في تموز 2018، بموجب اتفاق التسوية، بعد أيام من القصف والتحركات العسكرية.
ومنذ ذلك الحين تتكرر عمليات الاغتيال في المحافظة، بحسب “مكتب توثيق الشهداء” في درعا، الذي وثق 35 محاولة اغتيال، أدت إلى مقتل 25 شخصًا وإصابة 10 آخرين.
وقال المكتب الحقوقي إن من بين القتلى الذين وثقهم 14 مقاتلًا في صفوف فصائل المعارضة السابقة التحقوا بقوات النظام، وخمسة مقاتلين في صفوف المعارضة غير ملتحقين بقوات النظام، ومدنيًا وقياديين سابقين في فصائل المعارضة.