درعا – حليم محمد
شهدت محافظة درعا ارتفاعًا تدريجيًا ملحوظًا في أسعار اللحوم منذ حزيران الماضي، ما سبب ركود السوق وحرمان الأهالي من الشراء.
قارب سعر كيلو لحم الغنم ستة آلاف ليرة سورية، بعد أن كان في حدود 4500 ليرة خلال الأشهر الماضية، وبلغ سعر كيلو لحم العجل خمسة آلاف ليرة، بعد أن كان لا يتجاوز 3500 ليرة سابقًا.
أصبحت اللحوم من “المنسيات”، قالت ربة المنزل أم سامر (طلبت عدم نشر اسمها لأسباب أمنية)، التي أشارت لعنب بلدي إلى أن دخل عائلتها لا يتجاوز 35 ألف ليرة سورية شهريًا، ما يجعل شراء اللحم “من الكماليات وليس من الضرورات”.
وجهة نظرها ليست غريبة عن الحال في درعا وعموم سوريا، التي بلغت نسبة الفقر فيها 83%، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، نتيجة ثمانية أعوام من الصراع.
ركود في السوق
ووصف القصاب أبو رياض (طلب عدم نشر اسمه الصريح لأسباب أمنية) حال السوق في ريف درعا الغربي، نتيجة ارتفاع الأسعار، بـ “الراكد”.
وأضاف لعنب بلدي، “نحن نشتري المواشي بسعرها المرتفع ونبيعها للمواطن مع ترك هامش للربح ولكن بعد ارتفاع سعرها انخفضت نسبة المبيعات إلى حد كبير”، مع اتجاه المواطنين نحو استهلاك لحم الدجاج كبديل أقل تكلفة، إذ يبلغ سعر الكيلو 850 ليرة سورية.
القصاب أبو رياض أرجع ارتفاع أسعار اللحوم في محافظة درعا إلى تصديرها بكميات كبيرة عبر معبر نصيب الحدودي، وتهريب الأغنام للدول المجاورة.
وفي حين أعاد افتتاح المعبر الحدودي بين سوريا والأردن، منتصف تشرين الأول من عام 2018، الآمال بتنشيط الحركة التجارية بين البلدين، إلا أن تصريحات عضو مجلس إدارة “غرفة صناعة دمشق وريفها” ماهر الزيات، الأخيرة نفت حدوث ذلك.
وقال الزيات خلال حديثه لإذاعة “ميلودي إف أم” المحلية، في 13 من تشرين الأول الماضي، إن معبر نصيب لم يحقق أي أثر إيجابي للصادرات السورية، مشيرًا إلى قوانين وشروط أردنية وقفت في طريق حركة التجارة بين البلدين، حسب تعبيره.
ظروف موضوعية
أشارت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، في تقريرها الصادر في 5 من أيلول الماضي، إلى أن القاعدة العامة لمربي المواشي خلال الأعوام المطيرة، كالعام الحالي، تقضي بالحفاظ على الحيوانات للتكاثر وزيادة عائداتهم مستقبلًا لوجود الغذاء الوفير، وبالتالي تنخفض أسعار المنتجات الحيوانية من حليب وأجبان مقابل ارتفاع أسعار اللحوم لقلة الحيوانات المباعة.
وقدرت بعثة المنظمة التي زارت المحافظات السورية الـ 14 العام الحالي، لتقدم تقريرًا مفصلًا عن حال الزراعة وتربية المواشي في سوريا، ارتفاع أسعار لحوم الأغنام وسطيًا في عموم سوريا من ثلاثة آلاف ليرة سورية عامي 2017 و2018 إلى 4500 ليرة بداية العام الحالي.
وتأثرت أعداد المواشي والأغنام في محافظة درعا كحال معظم المحافظات السورية، إذ بلغت نسبة انخفاضها في عموم سوريا 45% خلال أعوام النزاع الأولى، قبل أن تستقر لفترة محدودة، وتعاود تذبذبها في العامين الماضيين.
وفي درعا بلغت أعداد الأغنام وفق آخر إحصاءٍ أجرته الحكومة السورية عام 2010، 635 ألف رأس، لتنخفض بنسبة 7% بحلول عام 2017 قبل أن تعاود الارتفاع لتصل أعدادها إلى 653 ألفًا عام 2018.
وبالنسبة للماعز فقد كانت أعدادها تقدر بنحو 109 آلاف رأس في المحافظة عام 2010، وانخفضت بنسبة 14% عام 2018، لتبلغ 94 ألفًا، وكانت نسبة الخسارة الأكبر من نصيب الأبقار التي انخفضت أعدادها في المحافظة بنسبة 39% ما بين عامي 2010 و2018، من 56 ألفًا إلى 34 ألفًا.