تعا تفرج
احتفالًا بمبايعة الأمير
خطيب بدلة
أثلجت قلبي وأنعشت فؤادي الصورةُ التي نشرتها صحيفة محلية عن مبايعة الرفاق، عفوًا، أقصد الإخوة في تنظيم “الدولة الإسلامية” للرفيق، عفوًا عفوًا (ليش معلّقة معي كلمة رفيق؟!) أقصد الأخ الأمير المفدى أبا إبراهيم الهاشمي القرشي، حفظه الله، عوضًا عن الأخ الشهيد أبي بكر البغدادي الذي قُتل في جبال باريشا الشامخة، شمال غربي إدلب.
المُثلج للفؤاد، المنعش للقلب، لا يكمن في المبايعة بحد ذاتها، فالرفاق، قصدي الإخوة في تنظيم “الدولة” لا يمكن أن يبقوا بلا أمير، بعدما تكبدت أمريكا (الشيطان الأكبر) ما فتح اللهُ ورزق من الجهد والتعب المال والخطط والتحالفات حتى تمكنت من قتل أميرهم البغدادي، ولكنها، أي أمريكا، لا تعرف أن أمتنا وَلَّادة، وعوضًا عن الأمير لدينا عشرة، بل إننا قادرون أن نرسل إليهم “تريلا” يجرها تركتور فوردسون ملأى بالأمراء، الأمراءُ عندنا، والحمد لله، على قفا مين يشيل.
والمثلجُ للفؤاد، اللافتُ للأنظار، أن مبايعة الأمير الهاشمي القرشي لا تجري في خيمة مصنوعة من “الزَلّ الحوراني” مُدَّتْ على أرضها حصيرةٌ بائسة، وإنما تجري وقوفًا على أرض صلبة، بجوار بيكآب يعمل بالدفع الرباعي، نُصِبَ عليه رشاش أغلب الظن أنه مضاد للطيران، ولا يظهر في وقفة العز هذه سيفٌ أو ترس أو درع أو كنانة ملأى بالنبال، وإنما يرفع الرفاق، عفوًا، الإخوةُ المجاهدون، البواريدَ الروسية الكلاشينكوف “أخمص طي”، والرشاشات والأربيجيهات، وعلى الرغم من أن مؤخراتهم تظهر في الصورة دون وجوههم، إلا أنهم يَبدون متلاحمين، متكاتفين، صادقين، مخلصين، وعلى قولة المثل: جماعة على فَرْدْ قَلْبْ.
يجب علينا، نحن أهالي الشام والعراق، أن ننظر إلى هذه البيعة بما يليق بها من احترام وتقدير، وفرح وغبطة، فبعدما تسابقت دول الغرب الاستعماري الكافر بقيادة أمريكا للإعلان بأن تنظيم داعش قد انتهى، وأكل هواءً بالملعقة، وأصبح الناس ينهرون الكلب مرةً وينهرونه ألفًا، وتَوَّجَتْ أمريكا حربَها -على حد زعمها- بقتل مؤسسها، ها هي دولتنا الداعشية العظيمة تبايع أميرًا جديدًا، وتتابع جهادها ضد العدو.. وإن كان المدعو حسن نصر الله قد عمل كلَّ ما في وسعه لتحرير مدينة القدس عبر قتل الأبرياء في المدن السورية، فإن دولتنا الداعشية مستمرة بمحاربة العدو الصائل القاعد في الشام، عبر قتل الأبرياء الذين ساقهم الحظ العاثر للوجود بالقرب من وجودها، ومَنْ كان له عُمْر لا تقتله الشدة.
غصة واحدة لا يوجد سواها تتسلق الآن على حناجرنا وحناجر رفاقنا، أقصد إخوتنا في “داعش”، وهي أن جبهة النصرة سبقت جميع المجاهدين إلى المجد والسؤدد، ولا سيما في غزوة كفرتخاريم المباركة، حيث تمكنت من إرغام المرتدين، المحجمين عن دفع الزكاة على دفعها وهم صاغرون، متأثرة بقول الشاعر الصنديد:
لا تحسبنَّ المجد زقًا وقينة
ما المجدُ إلا السيفُ والفتكُة البكرُ
الفتكة البكر تعني أن الكف لمن سطره، أساسًا لا يمكن أن يكون الجهاد على أصوله ويحقق أهدافه النبيلة ما لم يدفع أهل كفرتخاريم الزكاة لبيت مال جبهة النصرة والله أعلم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :