نفى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، يوم الخميس، 14 من تشرين الثاني، انتحار الملياردير الأمريكي جيفري إبستاين في آب الماضي، قائلًا إنه قتل “بسبب ما يعرفه من أسرار مهمة”.
وقال الأسد في لقائه مع وكالة “سبوتنيك” الروسية وقناة “روسيا 24″، أمس الجمعة في 14 من تشرين الثاني، إن “الملياردير الأمريكي جيفري إبستاين قُتل قبل بضعة أسابيع، وقالوا إنه انتحر في السجن، لكنه قُتل لأنه كان يعرف الكثير من الأسرار بالغة الأهمية المتعلقة بأشخاص مهمين في الأنظمة البريطانية والأمريكية، وربما في بلدان أخرى أيضًا”.
أحاطت نظرية المؤامرة بإبستاين منذ العثور على جثته في زنزانته في نيويورك، في 10 من آب الماضي، ومع ما عُرف عنه من صداقة المشاهير والأثرياء والرئيسين الأمريكيين، بيل كلينتون ودونالد ترامب، إلا أنه لا صلة معروفة بينه وبين الأسد، الذي بدا ذكره له مواكبة للضجة الأمريكية المستمرة حوله منذ أسابيع.
سجن وتهم
ولد جيفري إبستاين عام 1953 لعائلة يهودية في مدينة نيويورك، وبدأ حياته المهنية بالعمل كمدرس للفيزياء والرياضيات، قبل أن ينتقل للعمل في مجال البنوك والقطاع المالي منشئًا شركته الاستشارية الخاصة عام 1981.
أدين إبستاين بتهمة الاستغلال الجنسي، بعد اعتقاله عام 2006 في ولاية فلوريدا الأمريكية لعلاقاته بمومسات قاصرات، واعترف بذنبه عام 2008 مع قبوله بتسوية لكف الملاحقة القضائية، مقابل قضائه 13 شهرًا في السجن الحكومي.
وواجه في تموز الماضي تهمًا جديدة، نفاها، تتعلق بالاتجار الجنسي بالقاصرات في قصره في فلوريدا، وبعد اعتقاله في سجن فيدرالي، قام إبستاين، الذي كان يبلغ من العمر 66 عامًا، قبل وفاته بيومين بالتوقيع على وصية تضع ممتلكاته، التي يقدر ثمنها بنحو 577 مليون دولار، في صندوق لتعويض عشرات النساء اللواتي وجهن له التهم بالاعتداء الجنسي.
كان إبستاين بانتظار موعد محاكمته المقبلة عام 2020، والتي كان من الممكن أن يتلقى خلالها حكمًا بالسجن لمدة 45 عامًا، وجاء موته بعد ثلاثة أسابيع من العثور عليه في زنزانته غير واعٍ ومع علامات على رقبته، بدا أنه من سببها لنفسه.
وضعت الشرطة رقابة عليه في السجن، كي لا تتكرر محاولة الانتحار، ولكن تلك الرقابة لم تكن مفروضة عند وفاته، ووصف المدعي العام، ويليام بارز، ما جرى بالسجن الفيدرالي بـ”مخالفات جدية” للقوانين.
لم تبت الطبيبة الشرعية التي أعلنت وفاته بسببها من اليوم الأول، مع وجود علامات غير أكيدة على رقبته، قبل أن تعلنها كحالة انتحار بالشنق بعد خمسة أيام، دون الكشف عن تقريرها الكامل، وهو ما أثار زوبعة الشكوك والنظريات.
“إبستاين لم يقتل نفسه”
راجت عبارة “إبستاين لم يقتل نفسه”، وبدأت تنغرس في الثقافة الأمريكية، حسبما ذكرت محطة “Fox News” الأمريكية، التي رصدت استخدام العبارة من قبل طلبة الجامعات والمحللين السياسيين والمراسلين الإخباريين، كدلالة على غياب الحقيقة والتلاعب الحكومي.
شارك عضو الكونغرس الأمريكي المحافظ الممثل لولاية أريزونا، بول غوسار، بنظرية المؤامرة، مهجئًا في سلسلة من التغريدات التي تحدثت عن تحقيق العزل الذي يواجهه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء الماضي، 13 من تشرين الثاني، عبارة “إبستاين لم يقتل نفسه”، في الأحرف الأولى لـ 23 تغريدة عبر حسابه في “تويتر“.
كما شكك شقيق مارك إبستاين، شقيق جيفري الأصغر، بانتحار أخيه، متحدثًا لصحيفة “Miami Herald” الأمريكية، عن توظيفه لطبيب شرعي خبير، أعاد فحص الجثة بعد يوم من الوفاة وتوصل إلى أن العلامات على جسده تتوافق أكثر مع التعرض للخنق
وقال الأخ، الذي لم يرَ أخاه منذ سبعة أعوام، إن انتحار المليارير قبل يومين من موعد البت في الإفراج عنه بكفالة قبل محاكمته المقبلة، لا يعد منطقيًا.
وأضاف في حديثه الذي نشر بالتزامن مع تصريحات الأسد، يوم الخميس الماضي 14 من تشرين الثاني، أن أخاه “علم الكثير عن الكثير من الناس”.