تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم، الخميس 14 من تشرين الثاني، عن شرخ في السياسة الأمريكية تجاه وجود القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا، وتصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأخيرة حول حقول النفط السورية.
ونقلت الصحيفة شكاوى مسؤولين في إدارة ترامب، حول سياسة الرئيس في إدارة ملف مكافحة تنظيم “الدولة الإسلامية”، في الوقت الذي يتسابق فيه مسؤولو الإدارة لإقناع الحلفاء بأن واشنطن “لا تزال ملتزمة بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا”.
يأتي ذلك وسط حديث الصحيفة عن اجتماع “رفيع المستوى” للخارجية الأمريكية يضم 35 دولة ومنظمة ودبلوماسيًا، من المقرر عقده اليوم، بغرض التباحث في التمسك بحملة القضاء على تنظيم “الدولة” بعد مقتل زعيمه “أبو بكر البغدادي”، في غارة أمريكية مؤخرًا.
كما تستعد الإدراة الأمريكية أيضًا إلى تدارس ملف معتقلي تنظيم “الدولة” البالغ عددهم عشرة آلاف مقاتل، ثمانية آلاف منهم سوريون وعراقيون.
وفي السياق، ذكرت الصحيفة نقلًا عن مصدر أمريكي، رفض الكشف عن اسمه، أن واشنطن استعادت ستة من مقاتلي التنظيم من أصل 13 مقاتلًا.
لكن تصريحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي سبقت اجتماعه بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، أمس أعادت مخاوف الدول المعنية والحلفاء حول جدية القرار الأمريكي في محاربة التنظيمات المتطرفة.
فتصريح ترامب أمس أظهر تغييرًا في أجندة الإدارة الأمريكية التي يسعى المسؤولون فيها اليوم، إلى انتزاع ثقة الحلفاء حول مسعى الولايات المتحدة لإبقاء عدد من الجنود يتراوح بين 500 وألف جندي شمال شرقي شوريا، دون تحديد فترة لبقائهم.
وقال ترامب في تصريح للصحفيين، خلال لقائه بالرئيس التركي، “ما زال لدينا مئات الجنود الأمريكيين في شمال شرقي سوريا، ولكن بغرض تأمين الأراضي الغنية بالنفط“، مؤكدًا، “إننا نحتفظ بالنفط”.
إلا أن تصريح المبعوث الأمريكي إلى سوريا، جيمس جيفري، أبدى خلافًا مع تصريح ترامب، معتبرًا أن تأمين حقول النفط كان “مهمة ثانوية”، واصفًا العملية العسكرية لمحاربة التنظيم بأنها “مهمتنا الشاملة”، حسب تعبيره.
وذكرت الصحيفة نقلًا عن الباحث في “معهد الشرق الأوسط” تشارلز ر. ليستر قوله، “من الواضح تمامًا أن الرئيس كان مقتنعًا بالاحتفاظ بالقوات على الأساس الوحيد الذي قد يثير اهتمامه، وهو وجود النفط”.
تأتي التصريحات الأمريكية المتناقضة في وقتٍ رصدت فيه وسائل إعلام من بينها “روسيا اليوم” تسجيلًا يظهر رتلًا عسكريًا مؤلفًا من تسع مدرعات عسكرية، يتجه إلى قاعدة “هيمو” غربي مدينة القامشلي.
ويظهر التسجيل أيضًا بعض عناصر قوات النظام السوري في أثناء تنظيمهم سير المدرعات الأمريكية، إلى جانب صور رئيس النظام، بشار الأسد، رغم أن قرار سحب القوات الأمريكية الشهر الماضي كان “صادمًا” بالنسبة للحلفاء.
وأمس، نوه وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إلى أن انسحاب جيش بلاده من منطقة كوباني “قد يستغرق أسبوعًا آخر أو نحو ذلك كي يكتمل، بينما يعيد الجيش الأمريكي تمركز قواته في سوريا ويخفضها”.
–