ثلاث قوى تتصارع على تل تمر بريف الحسكة.. ما أهميتها
تشهد منطقة تل تمر بريف محافظة الحسكة، منذ أسبوع معارك متواصلة بين “الجيش الوطني” السوري بدعم تركي من جهة، و”وحدات حماية الشعب” الكردية وقوات النظام السوري من جهة أخرى.
وتشير حدة المعارك في تل تمر، إلى أهمية البلدة المتربعة على الطريق الدولي (M4)، حيث تمثل السيطرة عليها من قبل المتصارعين، مكسبًا مهمًا على عدة أصعدة.
أهميتها
تقع بلدة تل تمر شمال غربي الحسكة، في أقصى شمال شرقي سوريا، ويتبع لها 133 قرية، وتبعد 40 كيلومترًا عن مدينة الحسكة و35 كيلومترًا عن مدينة رأس العين، كما تبعد عن الشريط الحدودي مع تركيا قرابة 64 كيلومترًا، ويقطن فيها أغلبية من المسيحيين الآشوريين.
وتمتلك البلدة أيضًا شبكة مهمة من الطرق أهمها الطريق الدولي “M4” الذي يصل مدينة حلب بالحدود العراقية عند معبر “ربيعة”، مرورًا بمحافظتي الرقة والحسكة، إضافة إلى طرق محلية تربطها بمناطق حدودية مهمة مثل نصيبين وعامودا والدرباسية.
وخلال الأيام الماضية، تواصلت المعارك بين “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا من جهة، والنظام السوري و”الوحدات” من جهة أخرى، حيث تحاول جميع الأطراف توسيع رقعة سيطرتها في تلك المنطقة.
وأوضح الناطق باسم “الجيش الوطني” السوري، الرائد يوسف حمود، في حديث لعنب بلدي اليوم، الاثنين 11 من تشرين الثاني، أنهم يخوضون الآن معارك شمال تل تمر في ريف رأس العين الجنوبي، عند المناطق والقرى القريبة من الطريق الدولي “M4”.
وأشار إلى أنهم يبعدون حتى الآن قرابة ستة كيلومترات شمال تل تمر وقرابة 11 كيلومترًا غربها، لافتًا إلى أنهم سيواصلون العمل العسكري في جميع القرى في هذا المحور، حتى يتم إخراج النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) منها بشكل نهائي.
وأكد حمود، أن قوات مشتركة من النظام السوري و”قسد” التي تعد “الوحدات” عمودها الفقري، توجد في مركز مدينة تل تمر.
وخلال الأيام الماضية وصلت تعزيزات عسكرية لقوات النظام السوري، المنتشرة في ريف تل تمر.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، السبت 9 من تشرين الثاني، إن التعزيزات وصلت إلى منطقة باب الخير في ناحية أبو راسين، والفيصلية والمناخ والمحمودية، على محور تل تمر رأس العين.
معارك رغم الاتفاق
وتجري هذه المعارك على الرغم من سريان الاتفاق الروسي التركي، الذي توصل إليه الرئيسان فلاديمير بوتين، ونظيره رجب طيب أردوغان، في 22 من تشرين الأول الماضي، والذي قضى بتوقف المعارك في منطقة شرق الفرات ضمن عدة بنود.
و أعلن “الجيش الوطني” أمس، الأحد 10 من تشرين الثاني، عن استكمال العمليات العسكرية في محور تل تمر، وقال عبر حساب “التوجيه المعنوي” في “تويتر” إن قواته تواجه “قسد” على محور تل تمر ضمن إطار عملية “نبع السلام”.
ودخلت قوات النظام السوري بلدة تل تمر بعد يوم واحد من الاتفاق مع “الإداراة الذاتية”، في 13 من تشرين الأول الماضي، حيث نص الاتفاق على انتشار قوات النظام في مناطق الإدارة، منعًا لتقدم الجيش التركي الذي كان قد بدأ، في 9 من تشرين الأول الماضي، عمليته العسكرية.
وتتبادل كل من تركيا و”الإدارة الذاتية” الاتهامات بخصوص خرق الاتفاق الروسي- التركي، وتصر أنقرة على إبعاد “الوحدات” من المنطقة الآمنة التي تنوي إقامتها بين مدينتي تل أبيض ورأس العين، اللتين سيطرت عليهما تركيا و”الجيش الوطني” خلال عملية “نبع السلام”.
أمريكا تعود إلى تل تمر
تتشابك خيوط الصراع في ريف الحسكة، وخاصة في منطقتي تل تمر ورأس العين، عبر ثلاث قوى عسكرية محلية (قوات النظام السوري و”قسد” و”الجيش الوطني”)، إضافة إلى ثلاث قوى دولية متمثلة بروسيا وتركيا وأمريكا.
وأعادت واشنطن خلال الأيام الماضية تموضعها في قاعدة “قسرك” الواقعة في ريف تل تمر الشرقي، وانطلقت منها أمس الأحد، قافلة من عربات “برادلي” المدرعة باتجاه مدينة عين العرب بريف حلب، وفق قناة “روسيا اليوم“.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعادت تموضع بعض قواتها في شرق الفرات رغم قرار انسحابها من سوريا، وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إن “الولايات المتحدة ستبقي على وجود مخفض في سوريا لمنع وصول الدولة الإسلامية لإيرادات النفط“، بحسب وكالة “رويترز”.
وأضاف إسبر، “الخطوات ستشمل بعض قوات المشاة المجهزة بمعدات ميكانيكية في محافظة دير الزور”، وهي منطقة غنية بحقول النفط السوري.
واعترضت روسيا على إبقاء قوات أمريكية في مناطق شرق الفرات بحجة حماية مصادر النفط، متهمة أمريكا بتهريب النفط إلى خارج سوريا، وفق تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :