تعد كاتبة السيناريو السورية، دلع الرحبي، إحدى أهم الكاتبات على صعيد دراما المسلسلات السورية، إذ ناقشت من خلال نصوصها مشاكل المجتمع السوري، وخلقت جدلًا لدى متابعي مسلسلاتها.
ولدت دلع الرحبي في حي الشاغور الدمشقي، في 11 من تشرين الثاني 1969، وأقنعت أهلها بدخول المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1982، مع دراستها للحقوق، وهو القرار الذي ستلعب نتائجه دورًا محوريًا في حياتها، على الصعيدين العائلي والمهني.
من المسرح إلى الكتابة
وعدت دلع أهلها الرافضين لدخولها إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، بعدم العمل في التمثيل، وهذا ما حصل حتى عرض عليها المخرج المسرحي الراحل، فواز الساجر، دورًا في مسرحية “سكان الكهف” عام 1988.
لم تستطع دلع رفض العمل مع أحد أهم مسرحيي العالم العربي، إذ قالت في حديث مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية، في 25 من أيلول 2009، إنها أدت دورًا في المسرحية تحت اسم مستعار هو غالية علي، وهو الاسم الذي سمت به طفلتها لاحقًا، من زوجها المخرج حاتم علي.
حازت دلع على إعجاب النقاد، ثم توقفت ثانية حتى عام 1990، عندما قامت ببطولة مسرحية “الاغتصاب” للكاتب سعد الله ونوس.
حظيت الممثلة الشابة بنجاح جديد، لكن على المستوى العربي هذه المرة، إذ عرضت المسرحية في دمشق وعمان وبيروت، وحصدت جائزتين كأفضل ممثلة في “مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي”، ومن لجنة النقاد في عام 1991.
عام 1990 الذي شهد نجاحها الأكبر، شهد زواجها أيضًا من المخرج حاتم علي، بعدما كانا زميلين في المعهد العالي للفنون المسرحية.
شاركت دلع لاحقًا في عملين مسرحيين، هما “تقاسيم على العنبر” لجواد الأسدي، و”الآلية” لمانويل جيجي، لتلتفت بعدها إلى الكتابة.
كما ألفت مسرحية “حكاية الشيخ أبي خليل القباني والوالي مدحت باشا” في عام 2008.
راصدة التفاصيل الاجتماعية في الدراما
كتبت دلع الرحبي لوحات لمسلسلي “مرايا” و”بقعة ضوء”، ثم كان عملها الاجتماعي الأشهر، “الفصول الأربعة”، عام 1999، مع ريم حنا ومن إخراج حاتم علي.
في عام 2005 كتبت مسلسل “عصي الدمع”، الذي ناقش تفاصيل المجتمع السوري، وأفردت فيه مساحة للمناقشات القانونية، استندت بها إلى معرفتها الأكاديمية في هذا المجال.
سلط المسلسل الضوء على مواضيع التحرش والزواج والطلاق، وقوانين الأحوال الشخصية القديمة وتأثيرها على المجتمع، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا في الشارع السوري.
كُرّمت دلع الرحبي من قبل “لجنة دعم المرأة السورية”، ومن قبل “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق”.
لم يبعد الفن دلع الرحبي عن الأمور القانونية، ولم تكتفِ بالحديث عن مشاكل المجتمع والمرأة في الدراما، فنشرت عدة دراسات قانونية في مجلة “محامون”، حول الطلاق التعسفي ومدة الحضانة والقوانين المتعلقة بها.
لم تتردد في الانضمام إلى الثورة السورية، وشاركت في المظاهرة التي أقيمت أمام السفارة الليبية للتنديد “بجرائم القذاقي ضد شعبه”، في بدايات عام 2011.
وكتبت دلع عشرات المقالات المؤيدة للثورة السورية، في عدد من الصحف والمجلات السورية.
–