عادت القوات العسكرية الأمريكية إلى منطقة تل تمر بريف الحسكة، في ظل معارك عنيفة تشهدها المنطقة بين قوات النظام السوري والجيش التركي.
ونشرت قناة “روسيا اليوم” اليوم، الأحد 10 من تشرين الثاني، تسجيلًا مصورًا يظهر رتلًا أمريكيًا متجهًا إلى منطقة تل تمر بريف الحسكة، قادمًا من قاعدة قسرك الأمريكية عبر الطريق الدولي “M4”.
ويتألف الرتل من عدة دبابات أمريكية من طراز “أبرامز” وعربات مدرعة ترفع العلم الأمريكي وتسير على الطريق الواصل إلى منطقة تل تمر.
عودة الرتل الأمريكي إلى المنطقة يأتي في ظل معارك هي الأعنف تشهدها تل تمر بين قوات النظام السوري والجيش التركي المدعوم بـ “الجيش الوطني” السوري”، والتي أسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف النظام.
وتأتي تلك التطورات مع المتغيرات الميدانية التي تشهدها مناطق شرق الفرات، ببدء انسحاب القوات الأمريكية ودخول قوات النظام إلى المنطقة للمرة الأولى منذ عام 2012، على خلفية العملية العسكرية التركية الرامية لإنشاء منطقة آمنة وإبعاد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) عن حدودها.
وتشهد منطقة تل تمر معارك بين النظام السوري وميليشياته من جهة، والقوات التركية وحليفها “الجيش الوطني” السوري من جهة ثانية، إذ يسعى النظام لفرض سيطرته على المنطقة رغم الإصرار التركي على طرد جميع القوى منها باعتبارها داخل خريطة المنطقة الآمنة المزمع إقامتها على الحدود السورية.
وتتشابك خيوط الصراع في ريف الحسكة مع وجود ثلاث قوى عسكرية محلية (قوات النظام السوري والقوات الكردية والجيش الوطني السوري)، إضافة إلى ثلاث قوات دولية متمثلة بروسيا وأمريكا وتركيا.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أعادت تموضع بعض قواتها في شرق الفرات رغم قرار انسحابها من سوريا، وقال وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، إن “الولايات المتحدة ستبقي على وجود مخفض في سوريا لمنع وصول الدولة الإسلامية لإيرادات النفط“، بحسب وكالة “رويترز”.
وأضاف إسبر، “الخطوات ستشمل بعض قوات المشاة المجهزة بمعدات ميكانيكية في محافظة دير الزور”، وهي منطقة غنية بحقول النفط السوري.
واعترضت روسيا على إبقاء قوات أمريكية في مناطق شرق الفرات بحجة حماية مصادر النفط، متهمة أمريكا بتهريب النفط إلى خارج سوريا، وفق تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف.
ويصر النظام السوري على الانتشار في مناطق “قسد” على الحدود السورية- التركية، بعد تفاهمات مع القوات الكردية على خلفية العملية التركية في شرقي سوريا، التي أسهمت بدخول قوات النظام إلى شرق الفرات للمرة الأولى منذ عام 2012.
–