إدلب – شادية التعتاع
يستهدف مركز “سند لذوي الاحتياجات الخاصة” في مدينة كفر تخاريم شمال مدينة إدلب، منذ منتصف عام 2017، الأطفال من ذوي الإعاقة، الذين حالت ظروف الحرب بينهم وبين تعليمهم، كأطفال التوحد، ومتلازمة داون، والأطفال الذين يعانون من معوّقات سمعية وبصرية وحركية، من سن الست سنوات حتى 14 عامًا.
وشرح مدير المركز، أحمد الصرما، لعنب بلدي، آلية عمل المركز، موضحًا أنه يستقبل حوالي 104 أطفال، بهدف تأهيلهم ومساعدتهم في الاعتماد على أنفسهم وصقل شخصيتهم، بالشكل الذي يناسب قدراتهم، وتحسين نوعية حياة الطفل مع أسرته ومجتمعه من حيث تأهيله وتدريبه وتقديم التعليم المناسب حسب كل حالة، وفق قوله.
أطفال بدؤوا باستعادة حياتهم
السيدة ختام الدبل تحدثت لعنب بلدي، عن استفادة طفلها “قصي جمو”، (يبلغ من العمر عشر سنوات)، من بلدة أرمناز بريف إدلب، بعد تلقيه خدمات مركز “سند”.
وقالت ختام إن طفلها قصي يعاني من مرض التوحد، ولم يكن يبدي أي تحسن تعليمي في المدرسة، لعدم وجود معلمين مؤهلين للتعامل مع حالته، ولكن بعد انضمامه إلى زملائه في مركز “سند” تحسن كثيرًا، كما أصبح يعتمد على نفسه في بعض الأمور التي كان غير قادر على القيام بها سابقًا، إذ يستطيع اليوم أن يتلقى التعليم بالمدرسة خارج المركز مثله مثل أي طفل.
وأشارت ختام إلى وجود كادر تعليمي مؤهل ومتخصص في المركز، حرصًا على التعامل الأمثل مع الحالات، وتقديم أفضل الخدمات لهم، التي تشمل التربية البدنية وأهمها تقوية عضلات الجسم عند الطفل.
النشاطات
يعمل المركز أيضًا على إخراج الأطفال من الحالة النفسية التي يعيشونها، ويقوم بتدريبهم على نشاطات يومية ومجتمعية ليتمكنوا من المشاركة في المجتمع، حتى لا يكونوا عبئًا على أسرهم في منازلهم، فضلًا عن تدريبهم على التعايش بشكل سليم.
المدربة لبنى جبس، في مركز “سند” للتعليم، قالت لعنب بلدي إن الأطفال وخاصة ذوي الإعاقة يعانون من وضع مأساوي، بسبب التهميش، وغياب الرعاية الطبية والنفسية والتعليمية، في وقت هم فيه بأمس الحاجة لمن يهتم بهم، ويساعدهم على التحرر من أثقال احتياجاتهم التي تحد من قدراتهم، وتطمس هويتهم وإمكاناتهم.
وأوضحت جبس أن التعليم يعد من أهم الحقوق لذوي الإعاقة، لأنهم بهذا التعليم يستطيعون العمل والعيش بكرامة والتفاعل مع المجتمع، وتحقيق مكانة اجتماعية مهمة.
وعن كيفية تعاملها مع الأطفال في المركز، قالت، “أحاول بث روح الأمل في الطفل، ودمجه مع زملائه بكل الطرق الممكنة مع تجنّب نقده وإحراجه، وأؤمن أنه من الضروري إبراز موهبة هذا الطفل وتميزه في أي مجال لإعادة الثقة إليه، ودمجه في الحياة المدرسية”.
وتشدّد المدربة على إشراك الوالدين في البرامج التعليمية باعتباره أمرًا يؤثر على تكيف الطفل المصاب مع المدرسة.
ونصحت المدربة الأمهات بأنه لا يجب الضغط على الطفل في أثناء التعليم المنزلي، لأن أي طفل يحتاج إلى اللعب والترفيه، والتعليم طوال الوقت يولّد الكبت.
وختمت حديثها بالقول، “من حق الأطفال ذوي الإعاقة أن يتمتعوا برعاية خاصة اجتماعية وتعليمية ونفسية تنمي اعتمادهم على أنفسهم، وتيسر اندماجهم ومشاركتهم في المجتمع، لذلك وفر مركز سند للأطفال المعوّقين بصيصًا من نور يدفع بهم من ظلمة العجز إلى الحياة الكريمة بالتعلم والتدريب، وتحسين مستوى المهارات لديهم”.