روسيا تتجاهل التنديد الأممي وتستهدف منشآت إدلب الطبية

  • 2019/11/10
  • 1:08 ص

عنصر من الدفاع المدني يحمل وردة بعد استهداف مركز الدفاع المدني في كفرنبل بريف إدلب (يوسف غريبي)

عنب بلدي – إدلب

لم تتوقف الطائرات الروسية عن استهداف المنشآت الحيوية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، سواء منشآت طبية أو مدارس أو مراكز الدفاع المدني، بهدف التضييق على المدنيين الموجودين في هذه المناطق، في سياسة تنتهجها منذ تدخلها إلى جانب النظام السوري في أيلول في 2015.

خلال الأيام الماضية ركزت الطائرات الروسية على استهداف المنشآت الطبية في مدينة إدلب، على الرغم من وجود وقف إطلاق النار، الذي أعلنت عنه روسيا، في 30 من آب الماضي، من جانب واحد، دون أن تبدي فصائل المعارضة موقفًا رسميًا منه.

أربع منشآت طبية خارج الخدمة

وثق فريق “منسقو الاستجابة” استهداف روسيا، خلال 72 ساعة، أكثر من 14 نقطة خدمية، منها أربع منشآت طبية، بحسب ما قاله مدير الفريق، محمد حلاج، لعنب بلدي، السبت 9 من تشرين الثاني الحالي.

وكانت البداية بتدمير الطائرات الروسية  مستشفى “الإخلاص” للنسائية والأطفال في قرية شنان بمنطقة جبل الزاوية بريف إدلب عبر استهدافه بغارتين جويتين، ما أدى إلى احتراقه بشكل كامل، إضافة إلى إصابة ثلاثة أشخاص من الكادر الطبي.

كما شن الطيران الروسي غارات جوية على مستشفى مدينة كفرنبل الجراحي بريف إدلب الجنوبي، ومركز جسر الشغور الصحي، كما استهدف صاروخ النقطة النسائية التابعة للدفاع المدني في جسر الشغور، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة أيضًا، بحسب ما أكده قائد قطاع الدفاع المدني في جسر الشغور، أحمد يازجي، لعنب بلدي.

واعتبر مدير “منسقو الاستجابة” أن استهداف روسيا للمنشآت الحيوية أو البنى التحتية في إدلب يأتي لمنع تقديم الخدمات الموجودة ضن هذه المراكز للمدنيين في المنطقة، إضافة إلى انتقام روسيا والنظام السوري من المدنيين.

وأكد حلاج أن مستشفى “الإخلاص” يعتبر من المراكز الطبية شبه الأخيرة في منطقة ريف إدلب الجنوبي، ما يعني أن تدميره سيؤدي إلى صعوبات على المدنيين المرضى الذين يضطرون إلى الانتقال إلى مناطق أخرى في الشمال من أجل العلاج.

تنديد أممي ونفي روسي

استهداف المنشآت الطبية لاقى تنديدًا من قبل الأمم المتحدة، التي عبرت عن قلقها إزاء استهداف المنشآت الطبية والبنية التحتية المدنية.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، خلال مؤتمر صحفي عقده في 8 من تشرين الثاني الحالي، إن أكثر من 60 منشأة طبية في محافظة إدلب تعرضت لقصف على مدى الأشهر الستة الماضية، أربع منها خلال الأسبوع الحالي.

وفي الوقت الذي قال فيه كولفيل إنه “لا يمكن تحديد إن كان كل هجوم على حدة متعمدًا”، نددت الولايات المتحدة بالهجمات التي تشنها قوات النظام بدعم من روسيا على المستشفيات في إدلب.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مورغان أورتاغوس، في 8 من تشرين الثاني الحالي، إن هجمات النظام التي وقعت خلال يومين، تسببت بإصابة مدرسة ومستشفى للتوليد بالإضافة إلى منازل مدنيين، الأمر الذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة نحو 40 آخرين.

وأضافت المسؤولة الأمريكية أن “الحوادث التي جرى الإبلاغ عنها مؤخرًا تعكس نهج هجمات موثقًا ضد المدنيين والبنية التحتية، من جانب القوات الروسية والسورية”.

وكانت منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان”، وثقت في تقريرها الصادر في 30 من حزيران الماضي، نحو 566 هجومًا منفصلًا على 348 منشأة طبية في سوريا منذ عام 2011 حتى 2019، ومقتل 900 عامل طبي خلال الهجمات.

كما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في منتصف تشرين الأول الماضي، تسجيلات صوتية قالت إنها تعود إلى سلاح الجو الروسي، في أثناء تنفيذه عمليات قصف لمنشآت طبية في سوريا، ويظهر التحقيق قصف الطائرات الروسية أربعة مستشفيات في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.

لكن في المقابل تنفي روسيا مرارًا استهداف المستشفيات في الشمال السوري، وأعلن السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في 17 من أيلول الماضي، أن روسيا قدمت أدلة على عدم استهداف المراكز الطبية في الشمال السوري.

كما اعتبر المتحدث باسم وزارة الدفاع، ايغور كوناشينكوف، بحسب وكالة “ريا نوفوستي“، في 14 من تشرين الأول الماضي، أن الصحيفة الأمريكية وقعت ضحية التلاعب من قبل من أسماهم “الإرهابيين” في إدلب.

ويتخوف المدنيون في مناطق إدلب من أن يكون استهداف روسيا للمنشآت الطبية مقدمة لشن عملية عسكرية مرتقبة في المنطقة، كون العمليات العسكرية السابقة على المنطقة سبقها قصف المراكز الطبية والدفاع المدني.

مقالات متعلقة

منظمات مجتمع مدني

المزيد من منظمات مجتمع مدني