تضخم الكبد.. هل هو مرض؟

د. أكرم خولاني

معظمنا يسمع بين الحين والآخر أحدًا ما يقول “عندي تضخم في الكبد”، وذلك لأن كثيرين يظنون أن هذه الحالة هي مرض قائم بذاته وله أسباب وأعراض وطرق علاج خاصة به، لكن الحقيقة أن تضخم الكبد لا يعد مرضًا بحد ذاته، إنما قد يكون عرضًا أو علامة لمرض آخر، ومع ذلك فهو ليس دائمًا مؤشرًا على الإصابة بمرض ما، إنما قد يكون أمرًا طبيعيًا في كثير من الأحيان.

ما المقصود بتضخم الكبد

هو ظهور الكبد بحجم أكبر من حجمه الطبيعي، حيث يتراوح طول الكبد لدى الشخص البالغ الطبيعي بين 12-15 سم وعرضه بين 15-20 سم، وعند الاستلقاء يحاط الكبد بأكمله بواسطة القفص الصدري لذلك لا يمكن جسه (تحسسه)، ففي حال تم جس الكبد في الحد السفلي لأضلاع الشخص البالغ عند استلقائه فهذا دليل على وجود تضخم في الكبد.

ويمكن أن يحدث تضخم الكبد بعدة آليات:

• تكاثر وازدياد في عدد خلايا الكبد.
• أو ارتشاح خلايا أو مواد غريبة.
• أو في حال تم إنتاج كريات دم في الكبد.
• أو نتيجة لاحتقان الأوعية الدموية فيه.

ما أسباب تضخم الكبد؟

1. أمراض معدية: مثل التهاب الكبد الفيروسي، داء الوحيدات الخمجي، الحمى التيفية، الحمى Q، السل الدخني، داء البلهارسيا، داء الأميبا الكبدي، خراج في الكبد.
2. أمراض الدم مثل: سرطان الدم (لوكيميا)، لمفوما، وكثرة الحمر.
3. أمراض ورمية مثل: كيسات الكبد، أورام وعائية، سرطان الكبد، تغلغل نقائل ورمية اٍلى داخل الكبد.
4. احتقان الأوعية الدموية الكبدية: عقب قصور القلب أو انسداد أوردة الكبد.
5. أمراض استقلابية وارتشاحية مثل: تشحم الكبد (كحولي او غير كحولي)، داء ترسب الأصبغة الدموية (هذا الاضطراب يتسبب في تراكم الحديد في الكبد)، داء ويلسون (يتسبب بتراكم النحاس في الكبد)، الداء النشواني Amyloidosis (يتسبب في تراكم كميات من البروتينات غير الطبيعية في الكبد)، التهاب الكبد السمي (ينتج عن تعرض الكبد لبعض السموم مثل المواد الكيماوية الصنعية أو جرعات زائدة من الباراسيتامول أو الأموكسيسللين).
6. أمراض التهابية مثل مرض الساركوئيد.
7. أمراض الطرق الصفراوية: انسداد المرارة أو القنوات الصفراوية.
8. تشمع الكبد.

ما أعراض تضخم الكبد؟

في معظم الأحيان لا يسبب تضخم الكبد ظهور أي أعراض، وغالبًا ما يكتشف الأطباء وجود هذه المشكلة لدى الشخص عند مراجعته للطبيب لعلاج حالة أخرى، ولكن في حال كان الكبد متضخمًا بشكل كبير فقد يعاني الشخص من الشعور بالامتلاء والشعور بالانزعاج في البطن، كما أنه قد يعاني من أعراض أخرى مثل:

• اليرقان (اصفرار الجلد والعينين والأغشية المخاطية).
• آلام العضلات.
• الشعور بالتعب.
• غثيان.
• قيء.
• ألم في البطن.
• ضعف الشهية.
• تورم في القدمين والساقين.
• فقدان الوزن.
• زيادة حجم البطن.

ما طرق تشخيص تضخم الكبد؟

عند الاشتباه بتضخم الكبد عن طريق السيرة المرضية أو الفحص الفيزيائي يتم تأكيد التشخيص عبر الموجات فوق الصوتية للكبد (الإيكو) التي تساعد على تمييز مرض النسيج الكبدي من يرقان خارج الكبد، كما يمكن أن تحدد التشمع الكبدي، كما يمكن اللجوء إلى تصوير الرنين المغناطيسي الذي يساعد في تحديد معلومات تشريحية دقيقة دون أن يتأثر بالسمنة أو وجود غازات بالأمعاء كما هو الحال بالنسبة لـ”الإيكو”.

كيف يتم علاج تضخم الكبد؟

يعتمد علاج تضخم الكبد على السبب الذي أدى له، وغالبًا يتم العلاج بالعقاقير الدوائية للأمراض أو بالعلاجات الكيماوية والإشعاعية والجراحية للأورام والسرطانات، وعندما يكون السبب سلوكيات أو نمط حياة مثل شرب الكحول والتعامل مع السموم والمواد الكيميائية، فيجب تصحيحها والعمل على تجنبها.

ما سبل الوقاية من تضخم الكبد؟

• اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة.
• الامتناع عن شرب الكحول بكل أنواعه.
• اتباع التعليمات الموصى بها عند تناول الأدوية، والفيتامينات، والمكملات الغذائية.
• الحد من التعرض للمواد الكيميائية: حيث يُنصح بعدم استخدام منظفات الأيروسول، ومبيدات الحشرات، والمواد الكيميائية السامة الأخرى، ولكن في حال كان استخدامها ضروريًا فيجب استخدامها فقط في المناطق جيدة التهوية، مع ارتداء القفازات والأكمام الطويلة، وقناع الوجه.
• الحفاظ على وزن صحي: حيث يجب اتباع نظام غذائي متوازن، والحدّ من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون، والتخلص من الوزن الزائد عند وجود بدانة.
• تجنب الإفراط في تناول بعض الأعشاب والمكملات الغذائية التي قد تتسبب بضرر للكبد مثل الشاي الأخضر والسنا والبلوط والجعدة والنعناع البري.