ضيف جديد على شلة الحشاشين

  • 2019/11/10
  • 12:00 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

أقلع الإخوةُ الحشاشون عن تعاطي الحشيش نهائيًّا، بعدما توصلوا إلى قناعة مفادُها أن هذا “السم الهاري” يؤذي الرئتين، ويُفرغ الجيب، ويَضرب السُمعة، ويؤثر على التركيز، إذ يبقى الحشاش مسطولاً من لحظة انتهاء جلسة التعاطي في الليل حتى عصر اليوم التالي، وما هي إلا ساعاتُ صحوٍ قليلة حتى يعودَ إلى “المَقْطَع الشرقي” ليلتقي مع الشلة، ويغبّ من الحشيش النصراوي (الذي يتاجر به حسن نصر الله) بشراهة، وينسطل مجددًا.

وعلى الرغم من التَرك، والتوبة، والاقتصار في التدخين على سجائر الحمراء الطويلة، وفي تناوُل السوائل على الزهورات والعيران والكركديه والمليسة، بقي الأصدقاء متشددين حيال قبول انضمام شخص جديد إلى المجموعة، حجتُهم في ذلك أن الإنسان التائب لا بد أن يأتي يومٌ ينقض فيه التوبة ويعود إلى التحشيش وبالتالي يجب الحفاظ على قواعد الانتساب.. ولذلك كلهم رفضوا اقتراح أبي أيوب في دعوة أحد الناس للالتحاق بـ الشلة، دون أن يكلفوا خاطرهم بمعرفة مَن يكونُ الشخص المقترح.

قال أبو النور: نحن اتفقنا في السابقْ على إنِّي ما نقبلْ حَشَّاشْ جديدْ بيناتْنا إلا إذا كان محققْ الشروطْ. وأنا بذكر إنه الشروطْ تبعنا بقيتْ غيرْ مكتوبة، لأني خفنا نكتبْها وبالمصادفة توقع الكتابة بإيدْ مُخْبِرْ أو عوايني، ويصفقنا تقريرْ ما بيوقّفْ عليه حكيمْ، ويجي قاضي الجناياتْ يحاكمنا، وبالأخير يزتُّونا في الحبس.. وإذا كنتوا ناسين أنا بدي أذكّركم إنه أول شرط إنُّه يكونْ الإنسانْ المرشَّحْ للانضمامْ لشلتنا متوسطْ الذكاءْ، لإنُّه الذَكَا الخارقْ، بحسب رأي أخونا أبو عاجوقة الله يطول عمره، بيضرّْ بالصحة، وبيسبّبْ لصاحبُه مشاكلْ إلها أولْ وما إلها آخرْ! وتاني شرط إنُّه يكونْ جلدُه متمسح، إذا حدا بهدله، أو أهانه، أو (حَشَّكْ لُه)، بيعطي إدنْ من طينْ وإدنْ من عجينْ، لأن الواحد وقتْ بيفكرْ بالإهانات بيبقى معصب، ومتضايق، وقد ما غَبّْ من دخانْ الكيفْ ما بيهدا ولا بيروقْ، و.. مين منكم بيذكرْ بقية الشروط؟

قال أبو عاجوقة: أنا بتذكرها منيح. تالتْ شرطْ إنه يكون الواحدْ عَلَّاكْ، متل أخونا أبو أيوب، بيحبّْ اللَتّْ والعَجْنْ والأخدْ والرَدّْ اللي بلا طعمة، وإذا احتاجْ الأمرْ إنه يشرح فكرة زغيرة، بتلاقي عم يشرّقْ ويغرّبْ، ويخلط ْعباس بدباس، والحابلْ بالنابلْ.. والشرطْ الرابعْ إنه يكون تشتوش، وإذا حب يتفاخرْ بتلاقيه عَمْ يتفاخَرْ بإنجازاتْ غيرُه، وبالنسبة لشؤونه الخاصة مو ضروري يشتغلها بإيدُه، لازم يتكل عَ الآخرين، وهوي بيعرف إنه هدول الآخرين ما راح يقوموا على خدمته ببلاش، أو عن روحْ أبوهم، ولذلك بيعطي لكل واحدْ منهم غرفة في داره، وبيقول لحاله إنُّه إذا الدار كبيرة وسياحة نياحة لأيش بتلزمني كلها؟ إذا بتعطوني غرفة زغيرة أو داكونة، وبتأمنوا لي شوية حشيش نصراوي بلاقي نفسي سلطان زماني.

قال أبو أيوب: والشرط الخامس إنه الحشاش المسطول اللي متلكم يخطف الكباية من راس الماعون. ولك عمي أنا اقترحتْ عليكم واحدْ بتنطبقْ عليه كل هاي الشروط، اللي هوي سيادة الرئيس بشار! العمى شو إنكم بهايم!

(ملاحظة: هذه الجلسة مُتَخَيَّلة)

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي