تختلف الآراء حول وضع أندية الدوري الإنجليزي شعار زهرة الخشخاش، المعروفة في بريطانيا باسم “البوبي”.
الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منع وضع الشعار في مباريات المنتخب الإنجليزي الدولية، بينما لم يتحدث عن وضع أندية الدوري الممتاز الشعار، بالوقت الذي يرفض فيه بعض اللاعبين وضع الشعار، كونه يمثل خلافًا لمعتقداتهم أو يعارض بعض المواقف التي شهدوها.
ولكن ما شعار “البوبي” وإلى ماذا يرمز، ومتى تضعه أندية الدوري الإنجليزي الممتاز، ومن يرفض وضع هذا الشعار.
“البوبي” شعار للتضامن مع الجنود البريطانيين في الحرب العالمية الأولى.
تضع الأندية الإنجليزية شعار زهرة الخشخاش على قمصانها (البوبي كما هو معروف في بريطانيا)، وهي رمز اختارته الملكية البريطانية لرثاء الضحايا والجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب العالمية الأولى (1914-1918)، إحدى الحربين الدمويتين التي شهدتها أوروبا والعالم.
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى التي تسببت في دمار أوروبا، ظهرت “البوبي” واتخذت رمزًا لإحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا دفاعًا عن بريطانيا، والتزمت أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بوضع الوردة الحمراء.
وتوضع في يوم الأحد الأقرب لتاريخ 11 من تشرين الثاني، وهو اليوم الذي وُقعت اتفاقية إنهاء الحرب العالمية الأولى بين الدول المتحاربة.
اختيار الوردة الحمراء سببه نموها بكثرة بمناطق المعارك في أوروبا، ويقتصر وضع الشعار على قمصان أندية الدوري الإنجليزي، وبالنسبة لمنتخب “الأسود الثلاثة” (المنتخب الوطني الإنجليزي) فقد رفض الاتحاد الدولي وضع الشعار واعتبره يمثل رمزًا سياسيًا وحظر ارتداءه في المباريات الدولية، الأمر الذي سبب احتجاجات في أوروبا.
ولكن في أيلول من عام 2017، عدل الاتحاد الدولي عن قراره، وسمح للاعبي المنتخبات بارتداء شعارات خلال المباريات بشرط موافقة الفريق المنافس و”فيفا”، وهذا ما حدث في مواجهة إنجلترا وألمانيا حين قرر الاتحادان الإنجليزي والألماني لكرة القدم وضع لاعبي منتخبيهما شارات سوداء وسطها شعار زهرة الخشخاش في المباراة الودية التي أقيمت على أرضية ملعب ويمبلي، في 10 من تشرين الثاني من عام 2017.
لاعبون يرفضون الشعار لاعتبارات سياسية وإنسانية
رفض بعض اللاعبين من غير الجنسية الإنجليزية وضع شعار زهرة الخشخاش بسبب عدم توافقه مع آرائهم ومعتقداتهم أو سياسة دولهم، كما هو الحال لدى لاعب ستوك سيتي، الإيرلندي جيمس ماكلين.
رفض ماكلين ارتداء شعار الزهرة، كونه واحدًا من أبناء جمهورية إيرلندا، التي لطالما عارضت في تاريخها التاج الملكي الإنجليزي، وثار شعبها عليه تاريخيًا.
نشأ ماكلين في مدينة ديري الإيرلندية، التي شهدت مقتل ستة أشخاص عام 1972 في حادثة عرفت باسم “الأحد الدامي”، وهي واحدة من صور الصراع الإيرلندي- البريطاني، وسميت بهذا الاسم بسبب فتح جنود بريطانيين النار على 28 شخصًا كانوا في مسيرة احتجاجية، في آذار من ذات العام.
اعتراض ماكلين جاء من أن الزهرة ترمز إلى جميع الجنود الذين قتلوا في أي حرب، ما يعني أنها ليست مخصصة فقط لضحايا الحرب العالمية الأولى.
وقال ماكلين في رفضه لارتداء شعار الزهرة، الموسم الماضي، “أعلم أن العديد من الناس لا يروق لهم أو لا يفهمون لماذا لا أرتدي البوبي”.
وأضاف، “أنا أوافق على ذلك، ولكن أطلب من الناس أن يحترموا اختياري، كما أحترم أولئك الذين ختاروا ارتداء زهرة الخشخاش الحمراء”.
ورفض الصربي نيمانيا ماتيتش، لاعب خط وسط نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وضع زهرة الخشخاش على قميصه، الموسم الماضي، ودعا أنصار اليونايتد لاحترام قراره، وقال إن الرمز يذكره بالحملة الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على صربيا عام 1999.