يحكي فيلم “الممر” قصة مجموعة من عناصر الجيش المصري تقوم بتنفيذ عملية عسكرية في محافظة سيناء، بعد احتلالها من قبل إسرائيل، بعد نكسة 1967، فيما عرف لاحقًا بـ”حرب الاستنزاف”.
تتعرض الكتيبة التي يقودها الضابط نور (يقوم بدوره الممثل أحمد عز)، لهجوم مفاجئ من قبل القوات الإسرائيلية في عام 1967، حاله حال القوات المصرية الأخرى، التي تكبدت خسائر كبرى، وهو ما يفتح باب سخرية المواطنين من الجيش وقيادته وعناصره.
يعد الفيلم “إعلانًا سياسيًا داعمًا” للجيش المصري، ولا يمكن فصله في هذا التوقيت عن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد منذ شهر حزيران 2013، والحديث عن دور الجيش المصري في الحياة السياسية، ليأتي الفيلم مستغلًا للعاطفة لدى المشاهدين العرب عامة، والمصريين خاصة فيما يتعلق بالعداء لإسرائيل، للدفاع عن دور الجيش في البلاد.
كفيلم حربي، لا يعد الفيلم أفضل ما أنتجته السينما المصرية حول العمليات العسكرية ضد إسرائيل، فرغم أن هذه الأفلام “أضعف” من الناحية التقنية، تتفوق من حيث القصة والحبكة على فيلم “الممر”.
أنتج الفيلم خلال العام الحالي 2019، وقررت السلطات المصرية عرضه على القنوات الفضائية المصرية في ذكرى “حرب تشرين”، أو “حرب أكتوبر” كما تعرف في مصر.
https://www.youtube.com/watch?v=XKqIwl60fmE
سخر الفيلم من الصحافة، وقدم أسوأ نموذج يمكن تقديمه على الشاشة لدور الصحافة، في وقت تعاني فيه مصر من تراجع حرية الصحافة ودورها في الحياة السياسية والاجتماعية المصرية مع سيطرة الدولة على معظم وسائل الإعلام.
وتتم المقارنة بين قوة وشجاعة عناصر الجيش وقياداته، مع صحفي بسيط كُلّف بتغطية المهمة الخطيرة، ليتم تسخيف الصحافة ودورها ورجالاتها، مع كل ما قدمته مصر من صحفيين وإعلاميين عرب أضافوا الكثير للإعلام العربي.
ومن هذه النقطة يبرز الإعلان السياسي، مع مشاهد ختامية عن الاستقرار والبناء وحب البلد، التي يمكن ربطها بسهولة مع “بطولات الجيش”، في مشاهد ليست أفضل بكثير من مشاهد إعلانات المدن السكنية المنتشرة على القنوات الفضائية.
حصر الفيلم في هذه الزاوية من الدعاية السياسية خلق الكثير من نقاط الضعف، على صعيد القصة والسيناريو والحوار، رغم أن فكرة الفيلم وقصته العامة كان من الممكن أن تتحول إلى فيلم تفخر فيه السينما المصرية فعلًا.
المستغرب أن مؤلف السيناريو ومخرجه، هو أحد أبرز المخرجين السينمائيين المصريين، المخرج شريف عرفة، الذي قدم للسينما المصرية عددًا من أفضل الأفلام السينمائية التي تحدثت عن الواقع المصري، على رأسها فيلم “طيور الظلام”، والمخرج نفسه أخرج فيلم “أولاد العم”، الذي تحدث أيضًا عن الصراع المصري- الإسرائيلي، وتفوق على فيلم “الممر”، سواء من الناحية العاطفية التي تخص الصراع أو التقنية على صعيد العناصر الفنية.
تبقى النقطة الإيجابية الأهم، هي الأداء العالي للمثل الأردني إياد نصار، الذي لعب دور الضابط الإسرائيلي باقتدار.
الفيلم من بطولة أحمد عز وإياد نصار ومحمد فراج، ومن تأليف وإخراج شريف عرفة، وكتب حوار الفيلم أمير طعيمة.
حاز الفيلم على تقييم 8.6 على موقع السينما كوم، المتخصص في الأفلام، وعُرض في عدد من الدول العربية.
–