الأسد يهاجم أردوغان في ثلاث إطلالات تلفزيونية خلال شهر

  • 2019/11/09
  • 12:53 م
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد (تعديل عنب بلدي)

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد (تعديل عنب بلدي)

ركز رئيس النظام السوري، بشار الأسد، على مهاجمة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في ثلاث إطلالات تلفزيونية متتالية خلال شهر واحد، تزامنًا مع العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا.

وفي مقابلته الجديدة مع قناة “RT” الناطقة باللغة الإنجليزية اليوم، السبت 9 من تشرين الثاني، هاجم الأسد أردوغان واتهمه باستخدام اللاجئين السوريين على أراضيه كورقة للضغط على الدول الأوروبية، واصفًا الأمر بـ “الخطير”.

وقال الأسد إن “العلاقات بين الأوروبيين وأردوغان ذات توجهين فهم يكرهونه ويحتاجونه في آن واحد، يعرف الأوروبيون أن أردوغان إسلامي متعصب، ويعرفون أنه سيرسل إليهم أولئك المتطرفين أو ربما الإرهابيين”.

واعتبر أن “إرسال أولئك اللاجئين السوريين والآخرين إلى أوروبا هو أمر خطير، ولكن الأخطر هو دعم الإرهابيين في سوريا، هذا هو الجزء الأكثر خطورة، وبالتالي هذا نفاق”، بحسب تعبيره.

وكانت تركيا بدأت عملية عسكرية في مناطق شمال شرقي سوريا، في 9 من تشرين الأول الماضي، ووصفها الأسد بـ “العدوان السافر”، وتوعد بالتصدي لها في كل مكان.

هجوم سياسي لافت

الهجوم الأكبر كان في لقاء متلفز، مع قناة “الإخبارية” السورية الرسمية، في 31 من تشرين الأول الماضي، وقال الأسد خلاله، “لن أتشرف بلقاء أردوغان وسأشعر بالاشمئزاز، ولكن المشاعر نضعها جانبًا عندما تكون هناك مصلحة وطنية”.

وأضاف الأسد، “أردوغان يمارس الزعرنة السياسية على أوسع نطاق وأنا قمت بعملية توصيف له ولم أشتمه (…) أردوغان يحاول أن يظهر وكأنه صاحب قرار، ولكنه وكيل أمريكي في هذه الحرب”، واصفًا الرئيس التركي بأنه “لص وسرق المعامل والقمح والنفط، واليوم يسرق الأرض”، في إشارة إلى التدخل التركي في سوريا.

وأوضح رئيس النظام السوري أن “الجيش التركي في البداية كان على اتفاق مع الجيش السوري إلى أن انقلب عليه أردوغان. علينا ألا نحول تركيا إلى عدو، وذلك بالتنسيق مع روسيا وإيران”.

سبق ذلك تركيز الأسد على مهاجمة أردوغان وشتمه، في أثناء لقائه بقواته العسكرية خلال زيارة ميدانية إلى بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي في 22 من تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع اجتماع الرئيسين التركي والروسي، في مدينة سوتشي، لبحث الملف السوري.

ووصف الأسد محافظة إدلب بـ”المخفر المتقدم” بالنسبة لتركيا، التي تتوغل في شمال شرقي سوريا لـ “تشتيت الجيش العربي السوري”، بحسب تصريحاته التي نقلتها وسائل الإعلام السورية الرسمية.

كما وصف الأسد المرحلة بـ “المسرحية” مؤلفها ومخرجها ومنتجها أمريكا و”الجميع كانوا ممثلين”، وبطل المرحلة الحالية، بحسب تعبيره، هو أردوغان “نجم الفن الهابط”.

https://twitter.com/syria_hashtag/status/1186602388725080064

وتشهد العلاقات السورية التركية انقطاعًا منذ اندلاع الثورة السورية، عام 2011، بسبب موقف تركيا المساند للحراك آنذاك، ما استدعى قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الخلافات بين الطرفين، إلى جانب احتواء تركيا للاجئين السوريين وتقديم دعم عسكري ولوجستي وإغاثي للداخل السوري.

وتعتبر تركيا لاعبًا أساسيًا على الخريطة السورية، لا سيما بعد اتفاقيتي سوتشي (الخاصتين بمناطق خفض التصعيد ومناطق شرق الفرات)، بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، حليف الأسد.

التدخل التركي يستفز الأسد

وتشهد مناطق شرق الفرات عملية عسكرية تركية، بدأت في 9 من تشرين الأول الماضي، تحت اسم  “نبع السلام”، بمشاركة “الجيش الوطني” السوري (المعارض)، وذلك بهدف إبعاد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من المنطقة الآمنة المتفق عليها بين أنقرة وواشنطن.

وأثارت العملية غضب الأسد، في 17 من تشرين الأول الماضي، قائلًا “سوريا ردت على (العدوان التركي) في أكثر من مكان، عبر ضرب وكلائه وإرهابييه، وسترد عليه وتواجهه بكل أشكاله في أي منطقة من الأرض السورية عبر كل الوسائل المشروعة المتاحة”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

ومنذ بدء العملية الأخيرة، سعت قوات النظام لعقد اتفاق مع “قسد” لدخول مناطق شرق الفرات للمرة الأولى والانتشار في المناطق الحدودية مع تركيا، لمواجهة ما وصفه النظام السوري بـ “الغزو الخارجي”.

ودعت روسيا حينها، حليفها النظام السوري إلى تسلّم الشريط الحدودي مع تركيا، في مسعى لإنهاء التوتر في المنطقة، إلى جانب دعمها الاتفاق المبرم بين “قسد” والنظام، في ظل عدم ممانعتها (ضمنيًا) للعملية العسكرية التركية في المنطقة.

وبرر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدء العملية العسكرية في منطقة شرق الفرات بـ”اتفاقية أضنة”، قائلًا، “قواتنا في سوريا ليست بدعوة من النظام، وإنما هي هناك على أساس اتفاقية أضنة”.

وأضاف أن تلك الاتفاقية تنص على حق القوات التركية في الدخول من أجل القضاء على حزب “العمال الكردستاني”، في حال لم يتخذ النظام السوري إجراءات ضده، وسط تلميحات روسية بدعم اتفاقية “أضنة” لإنهاء التوتر بين أنقرة ودمشق وتأطير التدخل التركي في سوريا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا