انتقد مسؤول أمريكي عدم بذل إدارة الرئيس، دونالد ترامب، جهودًا كافية لمنع العملية العسكرية التركية في مناطق شمال شرقي سوريا، مشيرًا إلى أنه تسبب في “تطهير عرقي” في المنطقة.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس، الخميس 7 من تشرين الثاني، عن نائب المبعوث الأميركي الخاص إلى التحالف ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، ويليام روبوك، ما كتبه في مذكرة داخلية، تضمنت نقدًا للولايات المتحدة، لعدم اتخاذها تدابير أقوى، من شأنها “كبح الهجوم التركي على مناطق شمال شرقي سوريا”.
كما اتهم روبوك تركيا وحلفاءها بالقيام بـ “تطهير عرقي” بحق الكرد في تلك المناطق، معتبرًا أنه يمكن تصنيف ما حدث بـ “جرائم حرب”.
وكتب روبوك في المذكرة وفقًا للصحفية “يومًا ما، عندما يُكتب التاريخ الدبلوماسي، سيتساءل المرء عما حدث هنا ولماذا لم يقم المسؤولون بالمزيد لمنع هذا، أو على الأقل لماذا لم يتحدثوا بقوة أكبر للوم تركيا على سلوكها”.
وزارة الخارجية الأمريكية، ردت من جانبها بأن الوضع في سوريا معقد للغاية، مشيرة إلى أنه لا توجد أي حلول سهلة لما يجري.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة، مورغن أورتيغاس، “لقد أوضحنا أننا نختلف بشدة مع قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دخول سوريا، ولقد فعلنا كل شيء، باستثناء المواجهة العسكرية، لمنع هذا”.
وأشارت المسؤولة الأمريكية، إلى أن بلادها أخذت على محمل الجد التقارير التي تفيد بارتكاب مقاتلين مدعومين من تركيا انتهاكات في أثناء الهجوم، من بينها قتل مدنيين.
وأضافت أورتيغاس، “هذه الأسئلة لا تزال قائمة، وقد أثرنا القضية على أعلى المستويات في الدولة التركية”.
وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، توعد بمحاسبة مرتكبي الجرائم والتجاوزات خلال العمليات العسكرية الجارية في مناطق شمال شرقي سوريا.
وأطلقت تركيا عملية عسكرية بمناطق شرق الفرات في شمال شرقي سوريا، بمشاركة “الجيش الوطني”، في 9 من تشرين الأول الحالي، لإقامة “منطقة آمنة” والتخلص من الفصائل التي تنتشر بالقرب من حدودها الجنوبية والتي تعتبرها “إرهابية”.
وتمكن الجيش في الأيام الأولى من العملية العسكرية من السيطرة على مدينة تل أبيض والقرى المحيطة بها والواصلة مع رأس العين، والتي سيطر عليها بعد معارك استمرت لأيام.
وتوقفت العملية العسكرية التركية في 22 من تشرين الأول الماضي، بعد اتفاق بين الرئيسين، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي، بشأن مناطق شمال شرقي سوريا.
ونص الاتفاق على سحب كل القوات الكردية من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
وقضى أيضًا بتسيير دوريات تركية روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
–