قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن إيرادات النفط من مناطق شرقي سوريا ستذهب لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي لا تزال تدعمها واشنطن، وليست هي من ستنتفع به.
وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس، الخميس 7 من تشرين الثاني، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جوناثان هوفمان، إن “الولايات المتحدة لا تنتفع من كل ذلك، إن المنافع تعود إلى قوات سوريا الديمقراطية”.
وأضاف أن الهدف من ذلك يتمثل في “منح (قسد) مصدر إيرادات، وإمكانية تعزيز حملتها العسكرية على تنظيم (الدولة الإسلامية)”.
وتابع هوفمان، “نسعى إلى منع تنظيم (الدولة) من الوصول إلى حقول النفط، وإتاحة السيطرة لـ (قسد) في الوقت نفسه”.
وأشار هوفمان إلى أن لدى القادة العسكريين الأمريكيين حق الدفاع في مواجهة أي قوات تهدد حقول النفط بمناطق شمال شرقي سوريا.
وفي رد على سؤال حول تراجع قوة تنظيم “الدولة”، لفت هوفمان إلى أن فلول التنظيم لا تزال تعمل بشكل سري بهدف تجميع قوتها ومحاولة استعادة السيطرة على المنطقة من جديد.
في سياق متصل، قال عضو هيئة الأركان الأمريكية، ويليام بيرن، إن تنظيم “الدولة” كان يضخ نحو 45 ألف برميل يوميًا، في فترة سيطرته على حقول النفط عام 2015، وهو ما منحه مليونًا ونصف مليون دولار من العائدات اليومية، وسمح له بتمويل اعتداءات داخل سوريا وخارجها.
وأضاف المسؤول الأمريكي، “لن نسمح بتكرار ذلك”.
وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن من أكبر المكاسب التي حققتها في الحرب ضد تنظيم “الدولة”، السيطرة على حقول النفط شرقي سوريا، التي كانت تشكل مصدر عائدات رئيسيًا للتنظيم.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن عقب سحب قواته من مناطق شمال شرقي سوريا، في 6 تشرين الأول الماضي، عن بقاء عدد قليل من الجنود الأمريكيين في المناطق التي يوجد فيها النفط.
وفي 27 من تشرين الأول الماضي، صرح ترامب أن بلاده ستأخذ حصتها من النفط السوري، وذلك بعد انتهاء القوات الأمريكية من محاربة تنظيم “الدولة” في سوريا.
وقال ترامب في لقاء متلفز نقلته وسائل إعلامية أمريكية منها “فوكس نيوز”، “لا ننوي البقاء بين تركيا وسوريا للأبد، حروبهم مستمرة منذ سنوات، ولكننا نريد تأمين النفط ومن المحتمل أن نقاتل في حال اقترب أحد وحاول أخذه، هناك كميات مهولة من النفط، ومن المهم أن نؤمّن عليه وذلك لأسباب”.
وأضاف الرئيس الأمريكي أن الأسباب، “أولًا لأن (الدولة الإسلامية) كانت تستخدمه، ثانيًا لأنه مفيد للكرد، ثالثًا لأننا سنأخذ منه أيضًا. قد نوكل شركة (إكسون موبيل) أو أي شركة أمريكية أخرى بالذهاب إلى حقول النفط (في سوريا) والتنقيب فيها”، بحسب تعبيره.
وكان مسؤول عسكري في وزارة الدفاع الأمريكية أكد التزام بلاده بتعزيز وضعها العسكري في سوريا بعتاد إضافي، بالتنسيق مع شركائها في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بهدف منع فلول تنظيم “الدولة” أو قوى أخرى من السيطرة على حقول النفط، وزعزعة الاستقرار، في إشارة إلى النظام السوري وروسيا.
وأبدت روسيا غضبها من الوجود الأمريكي في مناطق شرق الفرات، الغنية بالنفط السوري، واعتبرت موسكو أن تلك المناطق يجب أن تعود لسلطة حليفها النظام السوري.
وتسيطر القوات الأمريكية على أهم حقول النفط والغاز في شرقي سوريا، وأبرزها “حقل العمر” النفطي الذي يعد أكبر حقول النفط في سوريا مساحة وإنتاجًا.
كما تسيطر الولايات المتحدة الأمريكية على “حقل التنك”، وهو من أكبر الحقول في سوريا بعد “حقل العمر”، ويقع في بادية الشعيطات بريف دير الزور الشرقي.
بالإضافة إلى حقل “كونيكو” للغاز، وهو أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا، كما يستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية ويقع بريف دير الزور الشمالي.
ويقدر إنتاج الحقول الثلاثة بنحو 140 إلى 150 ألف برميل نفط يوميًا، وكان إنتاجها نحو 386 ألف برميل يوميًا في عام 2010، في وقت كان استهلاك سوريا نحو 250 ألف برميل يوميًا، بحسب مصادر متقاطعة منها “بي بي سي” و”بزنس انسايدر” الاقتصادي.
–