تحدث رجل الأعمال السوري فراس طلاس، أن رئيس النظام، بشار الأسد، لم يستمع إلى كبار الضباط في عهد والده، بداية الثورة السورية، في مقابلة تضمنت الحديث عن عدد من المواضيع الحساسة التي رسمت السياسة السورية في زمن والده وزير الدفاع الأسبق، مصطفى طلاس.
وأوضح طلاس، لقناة “روسيا اليوم”، عبر برنامج “قصارى القول” أمس، الاثنين 4 من تشرين الثاني، أن عددًا من الضباط، من بينهم علي دوبا، عدنان بدر حسن، شفيق فياض، عز الدين الناصر، وأحمد ضرغام، التقوا مع والده (وزير الدفاع الأسبق، مصطفى طلاس وصديق الأسد الأب المقرب) في بداية الثورة السورية، وطلبوا إجراء لقاء عاجل مع الأسد، واتصل والده بمكتب الأسد عدة مرات، ولم يحصل على موعد.
لكن ابنه العميد مناف طلاس، قائد “اللواء 105” بالحرس الجمهوري، والمقرب من الأسد اتصل به وأخبره رد الأسد، بأن هؤلاء الضباط “إذا كانوا جايين ليحكوا (للأسد) عمتشتغل غلط ما عمتشتغل صح، ما بدو يسمع”، وأضاف مناف على لسان الأسد أن الضباط “ليست لهم علاقة بالبلد”.
كما شرح طلاس أسباب عدم سقوط النظام برأي والده، الذي قال له إن سقوط النظام السوري يعني سقوط النظام العالمي، ولا تستطيع حتى الدول العربية إسقاطه، “لأن حافظ الأسد هو من نسجه داخل النظام العالمي وسيسقطان معًا حال سقوطه، ولن يسلم النظام السلطة، ولن تروا في سوريا حجرًا على حجر”.
كوهين وعماد مغنية
وأشار طلاس إلى أن من يعرفون مكان جثة العميل الإسرائيلي كوهين، المدفونة في سوريا، شخصان أو ثلاثة فقط، وفي الستينيات غير مكان قبره مرتين، ولا توجد سجلات للتغيير.
وتطالب إسرائيل بتسليم جثة رفات كوهين إلى اليوم، وسبق أن حصلت على رفات جندي إسرائيلي من سوريا بوساطة روسية، في نيسان 2019.
وقال طلاس إن مدير المكتب العسكري للأسد، العميد محمد سليمان، كان وراء مقتل القيادي في حزب الله، عماد مغنية، الذي قتل في دمشق عام 2008، نتيجة “علاقات عميقة مع إسرائيل والولايات المتحدة”، ليعود حزب الله ويغتال سليمان، في طرطوس قنصًا بثلات طلقات.
ولم يخرج العماد مصطفى طلاس من سوريا، إلا بعد قرار ابنيه فراس ومناف، بالخروج من سوريا عام 2012، لأنهما وقفا مع صوت الضمير ومطالب الشعب، على حد تعبيره، و”صدر قرار بقتلهما”.
من هو فراس طلاس؟
ولد طلاس في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي، في آب 1960، ويعتبر من أبرز رجال الأعمال السوريين، إذ كانت له علاقات وحركات تجارية صنفت في المرتبة الثانية بعد نشاطات رامي مخلوف، ابن خالة رئيس النظام السوري، بشار الأسد، حتى أطلق عليه لقب “ملك السكر”.
محطات وحسابات اقتصادية كبيرة في خزينة طلاس، أبرزها مجموعة “ماسة الاقتصادية” التي أسسها مطلع 1980، والتي نشطت في المجال الزراعي، إلى أن وصلت إلى السودان بفروع تهتم بالمسالخ وتصدير اللحوم بجميع أنواعها إلى دول الخليج.
وفي تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، سابقًا، وصفت طلاس بأنه “ملك السكر والملياردير الكبير وتاجر سلاح ومستورد المواد الغذائية والأدوية، والمورّد الأساسي للجيش السوري وأجهزة الأمن”.
وجاء الوصف بعد إعجاب طلاس بإسرائيل، عبر “فيس بوك”، بالقول “منذ 17 سنة وأنا أنتمي إلى مجموعة من المعجبين بدولة إسرائيل”.
ويعتبر الممول الرئيسي لكتائب “الفاروق”، مطلع الثورة السورية، التي أسسها ابن عمه الملازم المنشق، عبد الرزاق طلاس، في حي بابا عمرو بمدينة حمص، وشاركت في المعارك الأولى ضد قوات النظام السوري في المدينة.
وخلال البحث في مسيرة رجل الأعمال “البارز”، تتسم جميع الأعمال التي بدأها، سواء على الأراضي السورية أو خارجها، بشيء من “الغموض”، خاصة مشروعه في تركيا تحت مسمى “تيار الوعد” السوري، ووجهت له عدة اتهامات فيما يخص “الثورة المضادة” للثورة السورية، والفصائل العسكرية العاملة تحت رايتها.
–