وضعت الولايات المتحدة الأمريكية شخصيات سورية على قائمة المطلوبين، وعرضت مقابل ذلك ملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عنهم.
وترتبط الشخصيات بشكل مباشر بتنظيمات “جهادية” تقاتل في سوريا، تحت مسميات عدة أبرزها تنظيم “حراس الدين” وتنظيم “هيئة تحرير الشام”، اللذان أدرجتهما واشنطن سابقًا على قائمة الإرهاب.
وإلى جانب عشرات المطلوبين الذين تبحث واشنطن عنهم في مختلف دول العالم، تبرز ثلاثة أسماء لشخصيات تنحدر من سوريا.
أبو محمد الجولاني
يعتبر قائد “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني، من أبرز السوريين المطلوبين لأمريكا، وعرضت أمريكا مكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عنه.
وبحسب “فريق التواصل” التابع للخارجية الأمريكية، فإن الجولاني مولود في سوريا بين 1975 و1979.
وانتقل الجولاني، الذي ينحدر من منطقة الجولان، إلى العراق بعد الغزو الأمريكي في عام 2003، وقاتل ضمن صفوف تنظيم “القاعدة”، وعمل تحت قيادة زعيم التنظيم في العراق أبو مصعب الزرقاوي، وخلفائه من بعده.
وبعد اندلاع الثورة السورية توجه إلى الداخل السوري، وأسس “جبهة النصرة” وتعهد بالولاء لتنظيم “القاعدة”، ولقائدها أيمن الظواهري.
وفي تموز 2016 أعلن الجولاني فك ارتباطه بتنظيم “القاعدة”، وتغيير اسم التنظيم إلى “جبهة فتح الشام”، قبل أن تندمج مع عدة فصائل في كانون الثاني عام 2017، ويصبح اسمها “هيئة تحرير الشام”.
وبحسب “فريق التواصل”، فإن “جبهة النصرة” التي شُكلت منها “تحرير الشام” لا تزال تابعة للقاعدة في سوريا.
وتسيطر “هيئة تحرير الشام” على مناطق واسعة في إدلب وريفها، إضافة إلى مناطق في ريف اللاذقية، وتنفي مرارًا ارتباطها بتنظيم “القاعدة” وتقول إنها تقاتل النظام السوري.
في حين تصف المعارضة “تحرير الشام” بأنها منظمة “إرهابية” لها مشروعها الخاص في سوريا.
فاروق السوري
فاروق السوري من مواليد سوريا 1977، يعرف أيضًا باسم سمير حجازي وأبو همام الشامي، وهو القائد الحالي لتنظيم “حراس الدين”.
و”حراس الدين” هو فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، رغم عدم الإعلان الرسمي من جانب الأخير عن وجود جذور عسكرية له داخل الأراضي السورية.
وكانت القيادة العامة لتنظيم “القاعدة” قد أصدرت، في كانون الثاني 2018، بيانًا تضمن تأكيدًا ضمنيًا على انتشار عناصره في سوريا، لأول مرة منذ فك “جبهة النصرة” ارتباطها به.
وبحسب معلومات عنب بلدي، يضم “حراس الدين” كلًا من مجموعات “جيش الملاحم، جيش الساحل، جيش البادية، سرايا الساحل، سرية كابل، جند الشريعة”، فلول “جند الأقصى”، ويقودهم القيادي في “هيئة تحرير الشام” سابقًا، “أبو همام الشامي”.
بالإضافة إلى قيادات “القاعدة” في مجلس الشورى، الذي يضم “أبو جليبيب طوباس” و”أبو خديجة الأردني” و”سامي العريدي” و”أبو القسام” و”أبو عبد الرحمن المكي”، وعددًا من القيادات السابقة في “جبهة النصرة”، التي رفضت فك الارتباط بالقاعدة.
ورصدت واشنطن مبلغ خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن فاروق السوري، وبحسب “فريق التواصل”، كان مدربًا شبه عسكري رفيع المستوى مع القائد الأعلى لتنظيم “القاعدة”، سيف العدل، في أفغانستان في تسعينيات القرن الماضي.
ودرب فاروق السوري المقاتلين لتنظيم “القاعدة” في العراق، في الفترة من 2003 إلى 2005، قبل أن يحتجز في لبنان من 2009 إلى 2013.
والتحق فاروق السوري في “جبهة النصرة” وأصبح قائدًا لجيشها، قبل تركها في عام 2016، وتزعم تنظيم “حراس الدين”، في حين صنفته أمريكا على أنه إرهابي عالمي في أيلول الماضي.
ياسين السوري
هو عز الدين عبد العزيز خليل، ويعرف أكثر باسم ياسين السوري، من مواليد القامشلي عام 1982، ويعتبر من كبار ميسري تنظيم “القاعدة”.
وبحسب “فريق التواصل” الأمريكي فإن ياسين السوري “مسؤول عن الإشراف على جهود تنظيم القاعدة لنقل عملاء ذوي خبرة وقادة من باكستان إلى سوريا، وتنظيم وصيانة الطرق التي يستخدمها المجندون الجدد للسفر إلى سوريا عن طريق تركيا، والمساعدة في تحريك عناصر خارجية لتنظيم القاعدة إلى الغرب”.
كما يسهم السوري في جمع التبرعات لتنظيم “القاعدة”، ونقلها عن طريق إيران إلى قيادة التنظيم في أفغانستان والعراق.
ورصدت واشنطن مبلغ عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات عن ياسين السوري، ما دفع إيران إلى إلقاء القبض عليه في كانون الأول 2011، بحسب “فريق التواصل”.
وقال “الفريق” إن ياسين السوري استأنف قيادة شبكة القاعدة الموجودة في إيران، في حين نفت طهران وجوده على أراضيها في كانون الأول 2011.
وإلى جانب هذه الشخصيات عرضت الولايات المتحدة الأمريكية مكافأة مالية لشخصيات أخرى غير سورية، لكنها توجد على الأراضي السورية في صفوف التنظيمات الجهادية.
ومن أبرز هذه الشخصيات أبو عبد الكريم المصري القيادي في تنظيم “حراس الدين”، و”سامي العريدي” المسؤول الشرعي في التنظيم نفسه.
–