أثار نشر صورة فتاة سورية تنقّب في حاوية للقمامة في مدينة غازي عنتاب التركية ردود أفعال متفاوتة عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأوساط السورية والتركية على حد سواء؛ فالصورة كانت نشرت أمس في صحيفة “Haber Turk” التركية، وكان تسجيل مصور لنفس الشابة انتشر أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي مصدره وكالة iha التركية تظهر فيه وهي تبحث في حاوية القمامة عن الطعام.
ووفق ما ورد في الصحيفة، فالصورة “التي تنفطر لها القلوب” هي لشابة سورية تدعى أميرة، في الـ 22 من عمرها، تقيم وطفليها (3 أعوام و6 أعوام) في غازي كينت في مدينة غازي عينتاب، الحدودية مع سوريا.
وأوضحت أميرة في حديثها إلى الصحافة التركية أنها غادرت سوريا بعد استشهاد زوجها إثر الحرب في سوريا، و”بدأت التسول بسبب عدم وجود من يرعاني وأطفالي”.
ردود الأفعال التركية تفاوتت بين التعاطف واللوم، فالتعليقات على الصورة عبر مواقع التواصل كانت “لا يصدق.. أبكتني، المذنب الوحيد هو الأسد”، “على دولتنا تقديم المساعدة لهؤلاء”، بينما ذهب آخرون إلى اتهام الجريدة بالحشد للتضامن مع اللاجئين السوريين، موضحين أنّ “هناك 3 مخيمات للاجئين في غازي عينتاب، تقدم الطعام يوميًا… لماذا خرجت من المخيم؟ هؤلاء يريدون تكديس الأموال”.
تعليقات السوريين كذلك لم تحمل نفسًا واحدًا؛ فالبعض أبدى تعاطفًا مع حالة “أميرة” وبدأ البعض الآخر ببحث أساليب مساعدتها، فيما اعتبره آخرون مشهد تسول معتاد في الداخل السوري وبين اللاجئين؛ كما تضمنت العديد من التعليقات اتهامات بالفساد والتقصير والهدر وإساءة توزيع الموارد، وجهت إلى الائتلاف والحكومة المؤقتة والمنظمات الإغاثية.
عنب بلدي تحدثت إلى جمعية شام لرعاية الأيتام السوريين في غازي عينتاب، وأوضحت الجمعية أنها مستعدة لتقديم خدماتها، “لكننا بحاجة للتحقق من حالتها إذا كانت فعلًا زوجة شهيد أم لا عن طريق شهادة وفاة، أو من خلال التحقق من حالتها عن طريق مكاتبنا الأربعين المنتشرة داخل سوريا.. عندها يمكننا المساعدة”.
وإلى حين التحقق من حالتها، ستستمر أميرة وطفلاها بالتضور جوعًا، كما لاجئين كثر آخرين في تركيا، عجزت المنظمات الإغاثية على تنوعها عن تقديم الدعم لهم.
تحديث: 20/5/2015 الساعة 5:00pm
في اتصال أجراه السيد عمر عادل غل، المسؤول في هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (IHH)، بعد نشر الخبر في عنب بلدي، قال إن الهيئة اتصلت مع صحيفة Habar Turk التي أوردت خبر السيدة أميرة، وحاولت الحصول على معلومات عنها من أجل مساعدتها، لكن الصحيفة رفضت الإدلاء بأي معلومات حول الخبر، وأبدت تكتمًا وتعتيمًا اعتبره غل دليلًا على “افتعال” القصة و”استغلالًا” سياسيًا من أجل التأثير في الانتخابات التركية، يهدف إلى “الإساءة” إلى الحكومة التركية.
وفي نهاية اتصاله، قال غل إن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية مستعدة لمساعدة السيدة أميرة فيما لو توفرت لديها معلومات عنها، وذلك من خلال فرعيها لكفالة الأيتام في كل من اسطنبول وغازي عنتاب.
تحديث 21/5/2015 الساعة 4.30 PM
ساعات بعد انتشار قصة “أميرة” كشفت مشاهد من وراء الكواليس عبر تسجيل مصور آخر، نشرته الجمعية التركية الإغاثية İMKANDER أن القصة ملفقة، والتقرير المصور عن أميرة هو تمثيلية تقاضت أجرها 250 ليرة تركية.
فصباح اليوم، نشرت صحيفة Yeniakit أن جمعية İMKANDER توجهت إلى منزل السيدة لمساعدتها فتبين أن زوجها –الذي لم يقتل في الحرب- يقيم معها في غازي عينتاب، بينما الأطفال الذين ظهروا معها في التقرير ليسوا أبناءها. وحسب ما جاء في التقرير فإن الزوج هو من يدفع أميرة إلى التسول، وتقوم بالاتفاق معه بالتنقيب في حاوية القمامة والتمثيل بأنها تأكل منها لاستعطاف الناس والحصول على المال.
وأوضحت الصحيفة أيضًا أن محمد بولوت مراسل وكالة Iha “وقع في فخ شبكة من المتسولين تحاول استعطاف الناس بغية جمع المال”.
وانتقدت الناشطة التركية “Senay Ozden” عبر صفحتها في الفيسبوك تعامل الإعلام التركي مع الشأن السوري: “أصبح الصحفيون يتعاملون مع موضوع اللاجئين السوريين كموضوع جذّاب، ويتناولونه بدون أي بحث لمعرفة الحقيقة وراء كل قصة، ودون احترام خصوصية الناس، وحتى بدون أي معرفة قانونية فيما يخص اللاجئين“.