ارتفاع في أسعار المواد الغذائية في محافظة إدلب

  • 2019/11/04
  • 5:37 م

سوق الخضار في مدينة إدلب 1 تشرين الثاني (عنب بلدي)

إدلب – شادية التعتاع

شهدت المناطق الخاضة لسيطرة المعارضة في الشمال السوري، وعلى وجه التحديد مدينة إدلب، ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخضراوات والمواد الغذائية، وسط عجز كثير من سكان المدينة عن تأمين احتياجاتهم الأساسية.

يبلغ دخل الشخص لمن لديه عمل في اليوم الواحد بين ألف و1500 ليرة سورية، أي ما يعادل دولارين أمريكيين، بشكل تقريبي، وهو ثمن كيلو واحد من بعض الخضراوات مع ربطة خبز، أي ما لا يكفي قوت عائلة مؤلفة من شخصين.

المحروقات سبب رئيسي

راشد المواس، بائع خضراوات في مدينة إدلب، أشار لعنب بلدي إلى حالة الركود التي تشهدها الأسواق في مدينة إدلب، من توقف عمليات الشراء من جانب السكان بشكل كبير أو تقليصها بسبب ضعف القدرة الشرائية، حسب وصفه.

ولفت إلى أن سبب ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار المحروقات الذي أثر بشكل مباشر على المزارع والمواطن، بالإضافة إلى حاجة السوق من استيراد بعض المواد الغذائية والخضراوات من مناطق النظام السوري، والدول المجاورة كتركيا، ما فرض عليها ضرائب جمركية.

وبحسب تاجر المحروقات عبد الحميد النعم، من مدينة كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، فإن سبب ارتفاع سعر المحروقات هو انقطاع الطريق بسبب معركة “نبع السلام” في منطقة شرق الفرات التي بدأت في 9 من تشرين الأول الماضي.

وأوضح لعنب بلدي أن انقطاع الطريق أدى إلى وصول كميات قليلة من المحروقات إلى مدينة إدلب وهي لا تكفي حاجة السوق، وفق قوله.

بدوره قال معاون وزير الاقتصاد والموارد في “حكومة الإنقاذ” التي تدير المنطقة، المهندس أحمد عبد الملك، إن عمليات “نبع السلام” شرق الفرات أدت إلى انخفاض حاد بكميات المحروقات، ما سبب ارتفاع أسعار المحروقات عامة، والمازوت المكرر خاصة.

وأضاف عبد الملك، في حديث إلى وكالة “أنباء الشام” التابعة لـ”الحكومة” أمس، الأحد 3 من تشرين الثاني، أن ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية يعد من أهم أسباب غلاء المواد الاستهلاكية.

وتحدث المسوؤل عن جهود لتأمين المحروقات وتوزيعها على المخابز والمعاصر والمشافي والمشاريع الزراعية والصناعية، نافيًا الحديث عن احتكارها.

عنب بلدي، رصدت أسعار الخضراوات والفواكه في مدينة إدلب، ولخصتها بالجدول التالي (الدولار يقابل 699 ليرة بحسب تسعيرة موقع “الليرة اليوم”، المتخصص بأسعار العملات):

المادة بالكيلو السعر بالليرة السورية
الخيار 400
البندورة 200
الليمون 400
البطاطا 200
الباذنجان 75
الكوسا 125
الفاصولياء 150
الفليفلة 200
البامية 400
البصل 150
الزهرة 150
البرتقال 220
الرمان 150
التفاح 300
العنب 450
الموز 550
الجزر 200
البقدونس (جرزة) 50
الخس (جرزة) 140
الثوم (ربع كيلو) 300

بدوره أوضح المراقب الزراعي مفضي الخليل، من قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي، لعنب بلدي، أن مشكلة ارتفاع الأسعار تعود إلى أسباب أخرى، مثل عدم زراعة الفلاحين أراضيهم بالخضراوات هذا الموسم بسبب الحملة العسكرية الأخيرة التي تشنها روسيا والنظام السوري على ريفي إدلب وحماة.

وتقدر نسبة المساحة المزروعة بالخضراوات والبقوليات من المناطق التي تعرضت للقصف وتوقف أصحابها عن الزراعة أو نزحوا بـ70% من المناطق المزروعة، حسب الخليل.

وأضاف الخليل، “عند اقتراب جني المحصول اضطر المزارعون لترك أراضيهم قسرًا، بسبب القصف ودخول الجيش، ما أثر بشكل مباشر على الأسعار”.

معاناة أخرى في ظل الغلاء

تفاقمت معاناة المهجرين إلى محافظة إدلب من مناطق سورية مختلفة، في ظل ارتفاع الأسعار، وأصبح معظمهم اليوم عاجزين عن شراء حاجياتهم من الخضراوات خاصة، بسبب ندرة فرص العمل أو عدم التكافؤ بين الدخل والاحتياج.

ويعتمد أهالي محافظة إدلب على تأمين معظم الخضراوات والمواد الغذائية، مع تراجع الإنتاج المحلي بسبب الظروف الأمنية والقصف المستمر، على تركيا عبر معبر باب الهوى الحدودي الذي تُشرف عليه “حكومة الإنقاذ”، وعلى مناطق سيطرة النظام عبر معبر مورك التجاري الذي تسيطر عليه “هيئة تحرير الشام”.

ويقع 83% من السوريين تحت خط الفقر، بحسب تقييم احتياجات الأمم المتحدة لعام 2019.

ويبلغ متوسط الرواتب في سوريا 94.26 دولار (56 ألف ليرة سورية بسعر صرف 600 ليرة للدولار)، بحسب موقع “numbeo” المتخصص بالإحصائيات.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية