تبادلت وزارة الدفاع التركية و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) الاتهامات بشأن تفجير السيارة المفخخة في مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، الخاضع لسيطرة “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان على موقعها الرسمي أمس، السبت 2 من تشرين الثاني، “ندين بشدة الهجوم اللاإنساني الذي يقوم به إرهابيو (حزب العمال الكردستاني/ قوات حماية الشعب الكردية) الذين ارتكبوا هجومًا بالقنابل على المدنيين الأبرياء في تل أبيض” بريف الرقة شمالي سوريا.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، عبر “تويتر“، أمس، إن “تركيا ستواصل بكل حزم مكافحة كل أنواع الإرهاب”، وفق تعبيره.
وشهدت مدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي، أمس السبت، تفجيرًا بسيارة مفخخة في السوق الرئيسي للمدينة، أسفر عن مقتل 14 مدنيًا وإصابة أكثر من 20 آخرين، بينهم نساء وأطفال، إلى جانب الدمار الواسع في المحال التجارية والمنازل السكنية.
وقال مدير المكتب الإعلامي، لـ “قسد”، مصطفى بالي، عبر “تويتر“، إن “المفخخة التي انفجرت في مدينة تل أبيض هي جزء من مخططات تركيا الممنهجة لإفراغ المدن، و إجبار الناس على الهروب و إحداث التغيير الديموغرافي”.
وأضاف القيادي الكردي، “المناطق المحتلة من قبل تركيا تشهد مفخخات يوميًا، و تركيا تتحمل مسؤوليتها و على العالم أن يقتنع بأن ممارسات تركيا لا تختلف عن داعش” بحسب وصفه.
التفجير هو الثاني في مدينة تل أبيض منذ سيطرة “الجيش الوطني” السوري عليها ضمن عملية عسكرية تركية بدأت في 9 من تشرين الأول الماضي، بهدف إبعاد “وحادت حماية الشعب” (الكردية) عن الحدود التركية وإقامة منطقة آمنة شرقي سوريا.
التفجير الأول شهدته تل أبيض في 24 من الشهر الماضي، بسيارة مفخخة انفجرت بالقرب من الفرن الآلي وسط المدينة، وأسفر عن أربع إصابات في صفوف المدنيين.
وتزايدت وتيرة الانفجارات في شمال شرقي سوريا، منذ الاتفاق الروسي- التركي، في 22 من تشرين الأول الحالي، الذي أعقب العملية التركية، والذي قضى بوقف إطلاق النار وانسحاب “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه العمليات في الغالب.
وتكررت عمليات تفجير السيارات والدراجات المفخخة في مدن وبلدات ريف حلب الشمالي خلال الأشهر الماضية، وطالت أسواقًا شعبية، إلى جانب اغتيال شخصيات عسكرية في المنطقة.
وفي حديث سابق مع الناطق باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود، قال إن أغلبية التفجيرات تكون بعبوات ناسفة، وتعد محليًا “عن طريق العملاء سواء من التابعين للنظام السوري أو لخلايا تنظيم الدولة و(PKK)”.
وأضاف حمود أن الاستهدافات تطال شخصيات قيادية مختلفة، سواء في المؤسسات المدنية أو العسكرية، ويعود ذلك إلى القصور الأمني والأخطاء المرتبطة بالحالة الأمنية وعمل المؤسسة الأمنية، إضافة إلى النقص في الترابط، وعدم وجود تشبيك بين المفاصل الأمنية على مستوى المعلومة.
–