عنب بلدي – إدلب
بعد اقتصارها على أهالي إدلب وريف حلب، أضحت مشاريع “المال مقابل العمل” تستقطب المهجرين من المناطق الجنوبية إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة في شمالي سوريا.
تسعى مشاريع “المال مقابل العمل” إلى توفير فرص عمل مؤقتة، بدخل يعين العائلة المقيمة أو المهجرة على العيش دون الانتظار في طابور المساعدات الدولية، وسط تفاقم الوضع الإنساني، وتقاعس الجهات الداعمة تارة، وتوقفها تارة أخرى، عن تأمين الدعم اللازم للأهالي المقيمين في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري.
منظمة “People In Need” غير الحكومية العاملة في مجال الإغاثة في محافظتي إدلب وحلب منذ عام 2012، أطلقت مشروع “المال مقابل العمل”، ودعمت مجموعة من المنظمات المحلية لتنفيذ تلك المشاريع.
تهدف مشاريع المنظمة إلى توفير فرص عمل مؤقتة في ترميم الطرقات وترحيل الأنقاض التي خلّفها قصف النظام على منازل المدنيين، وترميم الأماكن العامة وإعادة تأهيلها، إلى جانب الإصلاحات البسيطة لشبكات الكهرباء والمياه المتضررة من القصف، دون الحاجة إلى معدات ثقيلة، فضلًا عن العمل في حرف أخرى كالحدادة والنجارة، كما تعمل على توفير مساعدين ومساعدات للمكاتب الإغاثية الموجودة في أحيائهم.
للمرأة نصيب الأسد
لجين (29 عامًا) هي إحدى المهجرات من غوطة دمشق إلى مدينة إدلب، تحدثت لعنب بلدي عن تجربتها في العمل ضمن أحد مشاريع “المال مقابل العمل” التي وفرتها منظمة “وطن” التي تنشط في الشمال السوري، إذ عملت في روضة أطفال لأربعة أشهر.
وقالت لجين (طلبت عدم نشر اسمها لأسباب خاصة)، “كان المنهج التعليمي المتبع لتعليم الأطفال تفاعليًا، وحظي بقبول من الأطفال، حتى إن المردود المالي من الروضة كان مجزيًا، إذ أعانني وعائلتي كمهجرين إلى المنطقة”.
وركزت منظمة “وطن” المعنية بتقديم الدعم في حالات الطوارئ على دعم النساء من خلال مشاريع “المال مقابل العمل”.
وقال مدير سبل العيش في المنظمة، حسين باريش، لعنب بلدي إن “وطن” تعمل على مشروع حالي بهدف قطف الزيتون وعصره بمشاركة 430 شخصًا في محافظة إدلب، و310 أشخاص في محافظة حلب، 80% منهم سيدات.
كما عملت المنظمة على تدريب 271 سيدة من إدلب وحلب على إنتاج الجبن ومشتقات الحليب، وآلية إجراء الحسابات المالية، وتم إيصالهن بمراكز بيع مشتقات الحليب، لاستئناف عملهن بعد انتهاء الورشة.
وحول معوقات عمل المرأة ضمن مشاريع المنظمة، يقول باريش، “واجهنا صعوبات خلال عملنا خاصة في مجتمع محافظ، لكن الوضع الحالي فرض على الناس تقبل عمل المرأة”.
وتسعى المنظمة حاليًا إلى تنظيم مشاريع تستهدف المرأة، عملًا بمؤشر “المساواة الجندرية” (Gender Marker)، “نفاضل في المهام وفق قدرة الجنسين على العمل بحسب الحاجة والأولوية والمخاطر المحتملة أيضًا، وخصصنا باصات نقل السيدات المنتسبات، لضمان أمنهن وراحتهن”.
لا للاتكال على المساعدات
أحمد سليمان، مهجّر من الغوطة الشرقية إلى مدينة إدلب، استفاد من أحد مشاريع “المال مقابل العمل” في منظمة “بنفسج”.
وقال أحمد لعنب بلدي، “توفرت لي فرصة عمل مؤقتة لمدة عشرين يومًا مع منظمة بنفسج، عملت ضمنها في تنظيم الحدائق والطرقات العامة من الساعة الثامنة صباحًا حتى الثانية بعد الظهر براتب شهري وصل إلى 120 دولارًا أمريكيًا (76 ألف ليرة سورية)”،
كما عمل مع 125 شخصًا ضمن المشروع المعني بتنظيف الطرقات والمرافق العامة، و”كان 85% من المنتسبين إلى المشروع من المهجرين”، وفق قوله.
مدير المكتب الإعلامي في منظمة “بنفسج”، مسلم عيسى، أوضح لعنب بلدي أن الهدف من مشروع “المال مقابل العمل” هو منح المال جراء خدمة أو فائدة مجتمعية، و”تغيير المفهوم السائد لدى بعض الناس في الاتكال على السلة الغذائية”.
ونوه عيسى إلى مشاركة نحو 298 امرأة في مشاريع منظمة “بنفسج”، مشيرًا إلى أن “معظمهن أصبحن معيلات لعائلاتهن، وسط تسهيلات نقدمها من خلال عمليات التسجيل وغيرها من المعاملات التنظيمية”.