استبدل الإعلام الرسمي المصطلح المرافق لخسائر قوات الأسد خلال المعارك الأخيرة، ليصبح المعنى المرادف لسقوط المدينة أو المعسكر، هو “انتقال” وليس “إعادة تجميع” كما كان سابقًا.
هذا ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية “سانا” اليوم، معلنة سقوط معسكر المسطومة في ريف إدلب، على النحو الآتي: “وحدة الجيش التي كانت ترابط في معسكر المسطومة تنتقل لتعزيز الدفاعات في أريحا وعناصر الوحدة بخير”.
ويبدو أن موجة السخرية التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأشهر القليلة الماضية، كان لها أثرٌ كبيرٌ حتى اضطر إعلام الأسد لتغيير خطابه، وتصبح “إعادة التجميع” مصطلحًا غير مرغوب به في البيانات الموجهة للمؤيدين المتذمرين من الانهيارات.
وكان الإعلام الرسمي يتغنّى بـ “البوط العسكري” معتبرًا إياه رمزًا للوطنية الصادقة، مسخرًا لذلك فنانين وإعلاميين قبّلوه وبكوا من أجله، بل تعدى ذلك لوضعه نصبًا تذكاريًا في محافظة اللاذقية.
بيد أن معسكر المسطومة، أظهر اليوم الانهيار في جيش بشار الأسد، والضعف الذي اعترى هذه المؤسسة التي استحوذت على 70% من أموال السوريين طيلة خمسة عقود مضت، وفق تقارير المحللين الاقتصاديين.
يقول أبو الوليد، أحد مقاتلي جيش الفتح المشارك في تحرير المسطومة، “لفت نظري عشرات الأحذية العسكرية والخوذ والجعبات، تركها مقاتلو الأسد وهم يلوذون بأرواحهم من المعسكر”، واعتبر في حديثٍ إلى عنب بلدي، أن “اليوم كان شاهدًا على الانهيار في هذا الجيش، الذي بات ميليشيا تستخدمها إيران علنًا”.
ناشطون بثوا صورًا لمخلفات القوات المنسحبة من المسطومة أبرزها الأحذية العسكرية، وأكدوا أن معظم من انسحب إلى مدينة أريحا كان حافيًا، متناسين أنه رمزٌ وطنيٌ اختاره أنصار الأسد.
–