حصد فريق “أمل سوريا” الممثل للاجئين حول العالم فوزه الأكبر، في 27 من تشرين الأول الحالي، حاصلًا على الميدالية الذهبية في أولمبياد “First Global” العالمي الثالث للروباتات.
وتغلب الفريق، الذي تشرف عليه منظمة “MAPS” السورية غير الحكومية، على تحدي غياب الدعم المؤسساتي والحكومي، بحصوله على التمويل اللازم من جهود نساء سوريات لاجئات في لبنان، عملن بالحياكة والنسيج، لدعم أعضائه للوصول إلى دبي والمشاركة في التحدي.
اجتهاد للفوز ولتنظيف المحيطات
اعتمدت المنافسة الثالثة لـ “First Global” تحدي تنظيف المحيطات من الأوساخ التي يلقيها البشر، والتي تبلغ آلاف الأطنان كل عام، وحمل فريق “أمل سوريا” معه تذكارًا لما تمثله تلك النفايات من خطر على التنوع الحيوي تحت الماء موزعًا أخطبوطات ضمن المنافسة، مترافقة مع “بيان الأمل” لإيصال صوت نحو 70 مليون لاجئ ونازح حول العالم.
وأجريت المباريات ضمن حلبة ضمت كرات مثلت النفايات في المحيطات، وكان على الروبوتات التي حملتها الفرق أن تجمعها بأسرع وقت ممكن، وفق نظام لاحتساب النقاط.
وتضمنت المنافسة تصفيات أولية بين الفرق التي ضمت 191 دولة، بتسع مباريات، لعبها كل فريق خلال أيام الأولمبياد الثلاثة، من 24 حتى 27 من تشرين الأول الحالي، قبل التأهل للتصفيات النهائية التي جمعت كل أربع فرق ضمن تحالفات استمرت إلى المباراة النهائية، التي كسبها تحالف فريق “أمل سوريا” برفقة فرق مالدوفا والنرويج وبيلاروسيا.
ولم يكن ذلك الفوز هو الأول لفريق “أمل سوريا”، الذي تنوع بين فئات عمرية مختلفة، إذ حصل على نحو 30 جائزة من 24 مسابقة عربية وعالمية.
رسالة “الأمل” رغم المصاعب
يدرب الشاب ماهر العيساوي الطلبة اللاجئين السوريين والفلسطينيين في لبنان على علم الروبوت.
وانضم العيساوي إلى فريق “أمل سوريا”، بعد عام من إنشائه لتمثيل اللاجئين السوريين وبدئه المشاركة في التصفيات العالمية عام 2016، وكان من أعضائه الخمسة الذين نالوا الفوز يوم الأحد الماضي.
جابت رسالة “الأمل”، الساعية لتغيير النظرة النمطية عن اللاجئين، التي حملها العيساوي مع فريقه، عواصم عالمية وسفارات متنوعة وترددت في قاعات البيت الأبيض الأمريكي عام 2017، لتسلط الضوء على المصاعب التي تحملها حياة اللجوء وتعكس الإصرار على النجاح، على حد تعبير العيساوي.
وكان فريق “أمل سوريا” تمثيلًا حيًا للتحديات والتجارب الصعبة التي يمر بها اللاجئون السوريون، حسبما قال العيساوي في حديثه لعنب بلدي، فمن أفراده من عانى من إصابات وخسارات جراء الحرب ومن عايش حياة المخيمات والفقر.
وأضاف، “نحن وقفنا لنقول: صحيح أننا لاجئون ومر علينا ما مر، إلا أننا مستمرون بمتابعة الحياة”، ولكن ما سمعه أعضاء السفارات والقنصليات “كان جديدًا بالنسبة لهم”، على حد تعبيره.
تضمن مشوار العيساوي مع منظمة “MAPS”، التي تؤمّن التعليم لآلاف الطلبة من اللاجئين السوريين في لبنان، المشاركة بـ”نادي الإبداع”، الذي يساعد الطلبة على إنجاز مشاريع صغيرة “لكل ما يخطر على البال”، قبل أن تضمه إلى فريق “الروبوت” ليتدرب على يد زملائه الحاصلين على دورات تعليمية مكثفة.
ويأمل العيساوي أن يتمكن من افتتاح مركز للتدريب مجانًا لتعليم اللاجئين، إلا أن حلمه يواجه العراقيل المترافقة مع حياة اللجوء، مع معاناته من التشتت، وفقده لحق الانضمام لعائلته في ألمانيا نتيجة طول أمد معاملة لم الشمل التي دامت أربعة أعوام إلى أن بلغ الثامنة عشرة مؤخرًا.
كما عبر بقية أعضاء فريق “أمل سوريا” عن أحلامهم التي دارت كلها في فلك مساعدة اللاجئين على الحصول على التعليم ومساعدة ضحايا الحرب على تجاوز الصعاب، في مقطع للفيديو شاركته منظمة “MAPS” عبر صفحتها على “فيس بوك”.
–