لبنان في 14 يومًا.. الحكومة تستقيل وتترك عون ونصر الله في المواجهة

  • 2019/10/30
  • 3:26 م
المتظاهرون في لبنان ساحة الشهداء في بيروت- 20 تشرين الأول 2019 (عنب بلدي)

المتظاهرون في لبنان ساحة الشهداء في بيروت- 20 تشرين الأول 2019 (عنب بلدي)

بدأت قوات الجيش اللبناني بفتح الطرقات الرئيسية في مختلف المدن اللبنانية، بعد إصدارها بيانًا دعت فيه إلى فتح الطرقات العامة وإعادة الحياة إلى طبيعتها.

ونقلت “الوكالة الوطنية للإعلام” اللبنانية اليوم، الأربعاء 30 من تشرين الأول، بيانًا للجيش جاء فيه “بعد التطورات السياسية الأخيرة، تطلب قيادة الجيش من جميع المتظاهرين المبادرة إلى فتح ما تبقَّى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذًا للقانون والنظام العام”.

وأضاف البيان، “مع تأكيدها (قيادة الجيش) على حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي المصان بموجب أحكام الدستور وبحمى القانون، وذلك في الساحات العامة فقط”.

كما قالت “الوكالة الوطنية” إن الجيش بدأ بفتح عدة طرق في مختلف مناطق لبنان، بينما لا تزال قوات الجيش تحاور المعتصمين، لفتح طرقات وإزالة الاعتصام، في مناطق أخرى، إذ يصر المتظاهرون على استمرار الاعتصام، بينما لا تزال بعض الطرق مقطوعة بشكل كامل.

استقالة الحكومة

بيان الجيش جاء عقب تقديم رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، استقالته إلى رئيس الجمهورية، ميشيل عون، في قصر بعبدا، بعدما وصل إلى ما سماه طريقًا مسدودًا، وهو ما قبله ميشيل عون، اليوم، لكنه كلف الحريري وحكومته بتسيير الأعمال.

وقال الحريري قبل تقديم استقالته، “لا أخفي أنني وصلت إلى طريق مسدود لحل الأزمة، ويجب القيام بصدمة إيجابية للشارع، سأذهب إلى القصر الجمهوري في بعبدا لأقدم استقالة الحكومة للرئيس ميشيل عون”.

وأضاف، “استقالتي أضعها بتصرف رئيس الجمهورية واللبنانيين، واليوم يقع علينا جميعًا مسؤولية حماية لبنان، والنهوض بالاقتصاد وفي يدنا فرصة جدية”.

لاءات نصر الله الثلاث  

“لا نقبل بإسقاط العهد، ولا نؤيد إسقاط الحكومة، ولا نقبل بموضوع الانتخابات المبكرة”، ثلاثة مطالب لمتظاهري لبنان رفضها الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في كلمة تلفزيونية، الجمعة 25 من تشرين الأول الحالي.

وقال نصر الله إن “ما بدأ شعبيًا وعفويًا، بمطالب شعبية وحياتية واجتماعية دون سفارات وأحزاب، نسبة كبيرة منه لم تعد كذلك”.

واعتبر أن الحراك “بشعاراته التي تصدر اليوم لم يعد حركة عفوية، وإنما هناك أحزاب وقوى سياسية معروفة وتجمعات مختلفة بأسماء وأشخاص ومؤسسات تقوده”.

واقتحمت محموعة من الشبان الموالين “لحزب الله” وحركة “أمل”، أمس الثلاثاء، ساحة رياض الصلح وسط بيروت وأحرقت وحطمت بعض الخيم.

وواجهت قوى الأمن الاعتدء بإبعاد المهاجمين من الساحة واعتقلت عددًا منهم، واستخدمت الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات، بحسب وسائل إعلام لبنانية.

عون و”التيار الوطني الحر”

كما نظم “التيار الوطني الحر”، الاثنين الماضي، مسيرات مؤيدة للرئيس عون والحكومة، رفضت مطالب المتظاهرين، لكنها لم توقف حركة المظاهرات.

بينما دعا عون المتظاهرين إلى الحوار، وأن “يكونوا المراقبين لتنفيذ الإصلاحات”، وأن الساحات مفتوحة  أمامهم، في حال حصل أي تأخير أو مماطلة، من قبل الحكومة.
وقال عون، “تغيير النظام لا يتم في الساحات بل من خلال المؤسسات الدستورية”.
وأضاف، “صحيح أن نظامنا بات بحاجة إلى تطوير، لأنه مشلول منذ سنوات وهو عاجز عن تطوير نفسه، ولكن هذا الأمر لا يحصل إلا من خلال المؤسسات الدستورية”.
كما وعد بحزمة إصلاحات اقتصادية، تضمنت عدم فرض ضرائب جديدة على المواطنين، وخفض رواتب الرؤساء والوزراء والنواب الحاليين والسابقين بنسبة 50%، وإنشاء هيئة وطنية لمكافحة الفساد قبل نهاية العام الحالي، والعمل على إعداد مشروع قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، لكن المتظاهرين رفضوها واستمروا في مطالبهم.

وتشهد المدن اللبنانية ثورة شعبية واسعة بدأت في 17 من تشرين الأول الحالي، بسبب التردي الاقتصادي الذي يعانيه لبنان، خاصة في العام الحالي، في ظل عجز الموازنة العامة، وارتفاع نسبة الديون مقارنة بالأعوام الماضية.

واشتعلت شرارة التظاهرات مع فرض الحكومة ضرائب على اتصالات “الواتساب”، لتبدأ ردود الفعل الشعبية الغاضبة تجاه تلك القرارات.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي