بالصور.. ثلاثة تطورات ترسم المشهد السوري خلال الساعات الماضية
تسارعت الأحداث على الساحة السورية، خلال الساعات الماضية، على الصعيدين العسكري والسياسي، في تطورات قد تلعب دورًا في مسار الحل الذي تحاول الدول المعنية بالملف السوري إقراره، وهو ما يبدو صعب التحقق على المدى القريب، بسبب كثرة اللاعبين وتضارب مصالحهم.
ومن إدلب إلى جنيف، مرورًا بتطورات شرق الفرات وعملية “نبع السلام” التركية في شرق الفرات، انتشرت صور ترسم المشهد السوري المعقّد.
نهاية البغدادي في إدلب
يعتبر مقتل زعيم تنظيم “الدولة”، أبو بكر البغدادي، في منطقة باريشا بريف إدلب الشمالي، الحدث الأبرز الذي حاز على الاهتمام العالمي.
قتل البغدادي في عملية استخباراتية أمريكية، في وقت مبكر من فجر الأحد، 27 من تشرين الأول، نفذتها ثماني مروحيات، بحسب ما أكده الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في مؤتمر صحفي.
وقال ترامب إنه تم تحديد موقع البغدادي قبل أسبوعين، وتمت مداهمة المكان قبل أن يفجر زعيم التنظيم نفسه بسترة ناسفة كان يرتديها، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من أطفاله.
وعقب العملية شنت طائرات حربية أمريكية غارات على الموقع، ليدمر بشكل كامل، بحسب صور نشرتها عنب بلدي، أمس.
وبعد ساعات من مقتل البغدادي أعلن قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم كوباني، مقتل “أبو الحسن المهاجر”، الساعد الأيمن لأبو بكر البغدادي، والمتحدث باسم تنظيم “الدولة”، في قرية عين البيضة بالقرب من جرابلس في سوريا، بعملية استخباراتية مشتركة بحسب عبدي.
“قسد” تنسحب والنظام إلى عامودا
على الجانب الآخر، شهدت منطقة شرق الفرات تطورات عسكرية خلال الساعات الماضية، تجسدت في موافقة “قسد” على سحب قواتها من المنطقة في إطار الاتفاق بين روسيا وتركيا.
وأعلنت “قسد” في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، أمس، أنها تعيد انتشارها في مواقع جديدة بعيدة عن الحدود السورية- التركية.
واتفق الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في مدينة سوتشي الروسية، على انسحاب كل القوات الكردية من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
في المقابل، انتشرت قوات النظام السوري في مدينة عامودا التابعة لمحافظة الحسكة، لأول مرة منذ سبع سنوات، في إطار وجودها على الحدود الشمالية لسوريا، بموجب الاتفاق الروسي- التركي.
ونشرت شبكات محلية بينها إذاعة “آرتا إف إم” صورًا اليوم، الاثنين 28 من تشرين الأول، أظهرت انتشار عناصر من قوات النظام السوري في المدينة الحدودية، وهم يرفعون علم “الجيش السوري”.
وإلى جانب عامودا قالت وكالة “سانا”، إن “وحدات من الجيش العربي السوري انتشرت في مدينة الدرباسية بالريف الشمالي الشرقي للحسكة، وسط استقبال الأهالي”.
التقدم أثار ردود فعل من المعارضة السورية، التي عبرت عن استيائها بسبب انتشار قوات النظام بعد سبع سنوات.
انطلاق اللجنة الدستورية
وإلى جانب الشأن العسكري، تتحضر المعارضة السورية والنظام إلى بدء اجتماعات اللجنة الدستورية التي شُكلت بإشراف الأمم المتحدة، والمعنية بوضع دستور جديد لسوريا يمهد لانتخابات رئاسية وبرلمانية.
وتضم اللجنة الدستورية 150 اسمًا موزعة بالتساوي على ثلاث قوائم من المعارضة والنظام السوري والمجتمع المدني، الذي اختارت الأمم المتحدة قائمته.
وبحسب معلومات عنب بلدي، بدأ أعضاء اللجنة من المعارضة السورية بالوصول إلى جنيف لحضور الجلسة الافتتاحية، التي تنطلق غدًا الثلاثاء 29 من تشرين الأول.
كما نشرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري صورًا لوفد النظام المشارك في اللجنة، وعدده 50 شخصًا، إضافة إلى ممثلي المجتمع المدني الموجودين في دمشق.
وفي ظل عدم التعويل على اجتماعات اللجنة من قبل السوريين، تعتبر الهيئة أنه من الصعوبة تحقيق أي تقدم دون ضغط دولي وإرادة دولية لنجاحها.
وفي جلسة حوار مع إعلاميين سوريين حضرته عنب بلدي، في 16 من تشرين الأول الحالي، في مدينة اسطنبول، تحدث رئيس الهيئة العليا للمفاوضات، نصر الحريري، عن صعوبة الاتفاق بين أعضاء اللجنة بسبب نسبة التصويت التي تصل إلى 75% لإقرار أي مادة.
وأكد الحريري أن إنجاح اللجنة متروك إلى الإرادة الدولية وعملية الضغط التي ستقوم بها الدول الداعمة للنظام، وخاصة روسيا، من أجل إنجاح العملية والتوصل إلى صياغة دستور جديد.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :