عنب بلدي – داريا
نظّم لواء شهداء الإسلام في داريا مسابقةً لحفظ القرآن الكريم لأبناء المدينة مطلع الشهر الجاري، في مبادرةٍ هي الأولى من نوعها منذ بدء الحملة الأخيرة التي شنتها قوات الأسد على المدينة نهاية عام 2012.
وبعد انقطاع معظم طلاب المساجد عن المسابقات الدورية التي كانت تشهدها المدينة لانشغالهم في القتال على الجبهات وتأمين وسائل بديلة لتجاوز الحصار، نظمت الكتيبة الموحدة في لواء شهداء الإسلام مسابقة مفتوحة في حفظ القرآن للشباب المحاصرين في المدينة يوم الجمعة 8 أيار.
وشارك في المسابقة مقاتلون من لواء سعد بن أبي وقاص، ولواء المقداد بن عمرو، العاملَيْن في المدينة، بالإضافة إلى حركة «فجر الأمة» الإسلامية وعددٍ من المدنيين.
وافتتحت ثلاثة مراكز تعليمية في المدينة منذ أشهر، تركزت نشاطاتها على تعليم اللغات والأمور الفقهية ولاقت إقبالًا كبيرًا، إلا أن مبادرات حفظ القرآن كانت «جهودًا فردية وتحتاج إلى اهتمام ومتابعة أكثر» بحسب (أبو وائل)، قائد الكتيبة الموحدة والمشرف على المسابقة، معتبرًا أنها «محاولة لإحياء مسابقات الحفظ لتكون حافزًا لشباب المدينة على تعلم القرآن».
ويوضح أبو وائل في حديثه إلى عنب بلدي أن المسابقة سمحت لكافة المستويات بالمشاركة «بدأت بفئة الجزء وحتى فئة العشرة أجزاء، بالإضافة إلى فئة ضبط التلاوة مع الصوت الحسن»، كما أنها لم تقتصر على شباب الكتيبة بل «لكل شباب البلدة، كما أنها بداية لعدة مسابقات ستنظم في المدينة وستشمل النساء».
وأشرفت على المسابقة لجنة مؤلفةٌ من ثلاثة أساتذة حفظةٍ للقرآن. أبو نذير، أحد أعضاء اللجنة يقول إن المسابقة تركت انطباعًا جيدًا لدى شباب المدينة وطلاب المساجد فيها، فكانت حافزًا لهم وخصوصًا بعد الانقطاع الطويل عن الحفظ، مشيرًا إلى الإقبال الكبير والاهتمام، فقد «شارك في المسابقة رجل يبلغ 50 عامًا مع أبنائه، بينما تجاوز عدد المشاركين 40 متسابقًا».
ويعتبر أبو نذير أن المسابقة خلقت روح التنافس بين شباب المدينة على حفظ القرآن، رغم انشغالهم في الجبهات وتعرضهم للضغوط النفسية جراء الحصار، مؤكدًا أن معدلات المشاركين كانت عالية ومتقاربة من بعضها».
زكريا (20 عامًا)، أحد المتسابقين بفئة 5 أجزاء، يخبرنا أن مشاركته في المسابقة كسرت الروتين «نظّمت وقتي بين الرباط في الجبهة والتحضير للمسابقة، وبدأت منافسة أصدقائي في الحفظ».
ويرى زكريا أن شباب المدينة بحاجة إلى دورات منظمة لتحفيظ القرآن قبل البدء بالمسابقات، إذ يقول «واجهت صعوبة في الحفظ والتحضير بعد الانقطاع هذه المدة».
وأعلنت الكتيبة الموحدة نتائج المسابقة خلال الأسبوع الماضي، على أن تقيم حفلًا تكرّم فيه المتسابقين في وقت لاحق.
وأعادت الفعالية إلى المحاصرين ذكريات المسابقات التي اشتهرت بها المدينة على مستوى دمشق وريفها، وتناوب حافظوها على حصد جوائزها خلال السنوات القليلة الماضية.