عنب بلدي – خاص
ألقى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، كلمة أمس السبت، شرح فيها حيثيات معركة القلمون، معتبرًا أن عناصره نجحوا في استعادة مساحات واسعة من الجرود، ومعترفًا بمقتل 13 عنصرًا من قواته، رغم توثيق مصادر حقوقية لبنانية لأكثر من 100 قتيل من الحزب خلال أقل من شهر.
نكبة “التكفير”!
نصر الله، الذي بدا هادئًا في خطابه، قال إن النكبة التكفيرية أخطر من نكبة فلسطين وهي النكبة التي تستخدمها أمريكا من أجل إضعاف الأمة العربية والقضاء عليها، مضيفًا “مقاومة هذه النكبة هو الحل الوحيد”.
وأشار إلى أن منطقة القلمون وجزءًا من السلسلة الشرقية كانت مليئة بالمواقع العسكرية ومصانع التفخيخ وغيرها من توابع “التكفيريين” من معابر لوصول السلاح ولكن تمت مواجهتها، وكانت نتيجة المواجهات هي إلحاق الهزيمة بهذه الجماعات وقد انسحبوا من كافة مناطق الاشتباك بعد أن فشلوا في القتال، على حد تعبيره.
المعطيات الميدانية، أشارت إلى أن حزب الله وقوات الأسد لم تسيطر سوى على بضعة تلال تحيط برأس المعرة وبلدة الفليطة في القلمون الغربي، فيما تحاول قوات المعارضة المنضوية تحت غرفة عمليات “جيش الفتح في القلمون” استعادة تلة موسى، وسط مؤشرات على تراجع حزب الله في المنطقة.
ويعتمد جيش الفتح المشكّل من فصائل المعارضة في المنطقة وجبهة النصرة، على الكمائن ومعارك الكر والفر، ولا يهدف إلى السيطرة الجغرافية في مساحات لم يكن مسيطرًا عليها بالأصل.
الجنازات الصفراء تجتاح
نصر الله اعترف أمس بـ 13 قتيلًا من قواته، و7 قتلى من قوات الأسد، تزامنًا مع تقرير أورده المحامي والحقوقي اللبناني نبيل الحلبي، في صفحته عبر موقع فيسبوك، أدرج فيه أسماء 107 قتلى من صفوف الحزب، سقطوا جميعهم في القلمون خلال أقل من شهر، عدا عن القتلى الذين دفنوا في القلمون أو الجثث التي بيد عناصر “جيش الفتح”.
وبث ناشطون ووسائل إعلام لبنانية عشرات الجنازات لمقاتلي الحزب في بلدات البقاع الحدودية مع سوريا، أو في الضاحية الجنوبية لبيروت، تؤكد العدد الكبير لقتلى الحزب.
من يحمي عرسال؟
زعيم حزب الله ألمح في خطابه إلى وجود المسلحين في بلدة عرسال اللبنانية على الحدود السورية، معتبرًا أن أكبر نسبة من التمويل والدعم يصل إلی “الجماعات المسلحة” من لبنان عبر البلدة، مضيفًا أن “الأمان لن يتحقق بالكامل طالما أن المسلحين ما زالوا موجودين في عرسال”، في خطوة اعتبرها محللون أنها تهيئة لاجتياح البلدة التي تضم آلاف النازحين السوريين في مخيماتها.
إلى ذلك، اقتحم مقاتلون من الجيش اللبناني ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺨﻴﻢ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ للاجئين ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ لاتحاد ﺍﻟﺠﻤﻌﻴﺎﺕ الإغاثية ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺮ ﺍﻟﻴﺎﺱ، فجر أمس السبت، واعتقلت أكثر من 100 شابٍ من المخيم وسط إهانات طالت النساء والأطفال.
ويأتي اقتحام الجيش بعد أيام قليلة على حملة مشابهة طالت بلدتي الصويري وآنفة في البقاع في 13 أيار الجاري، وطالت نحو 70 شابًا بسبب عدم امتلاكهم أوراقًا ثبوتية أو لانتهاء صلاحية قسائم دخولهم إلى الأراضي اللبنانية.
وكان حزب الله بدأ مع مطلع أيار الجاري معركة تهدف إلى إنهاء وجود فصائل المعارضة السورية في جرود القلمون الغربي على الحدود مع لبنان، مستعينًا بدعم جوي وبري من قوات الأسد وميليشيات الدفاع الوطني في المنطقة، تزامنًا مع هجوم مفاجئ لعناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” على مقرات المعارضة في المنطقة، الأمر الذي اعتبره ناشطون وقياديون في الجيش الحر، أنه تعاون واضح بين حزب الله و”داعش”.
وفتح حجم الخسائر اليومية التي تكبدها الحزب خلال الأسبوعين الماضيين، باب التساؤلات حول جدوى المعركة، وسط تأكيد على استمرار وجود الفصائل السورية في الجرود، واستيعاب الحملة العسكرية الكبيرة هناك.