الأغنام.. ثروة تنقصها الرعاية في شمال غربي سوريا
عنب بلدي – إدلب
نفذت عدد من المنظمات الإغاثية العاملة في شمال غربي سوريا مشاريع لرعاية الثروة الحيوانية، إلا أنها بقيت قاصرة عن تلبية الاحتياجات في القطاع الذي عانى من تبعات النزاع السوري، وشهد انتكاسات في أعداد المواشي وارتفاعًا في أسعار الأعلاف والأدوية.
يعتبر فصل الخريف موسم تناسل الأغنام، وتكثر فيه الأمراض التناسلية والتنفسية، ما يستدعي تلقيها اللقاحات، التي لا يتمكن المربون من تأمينها وتوفير أثمانها المرتفعة، حسبما قال الطبيب البيطري رفعت عبد ربه لعنب بلدي.
جهود مستمرة
ونظمت منظمات المجتمع المدني حملات مستمرة لدعم الثروة الحيوانية، ومن أبرزها حملات “منظومة وطن” التي نفذت العديد من النشاطات الخاصة بالثروة الحيوانية، في ريف حلب وإدلب.
وقدمت “وطن” رعايتها لنحو 550 ألف رأس من الأغنام، وتضمنت أنشطتها تدريبات للمسؤولين البيطريين، وتدريبات لمربي الثروة الحيوانية على صناعة الأعلاف، ووزعت آلات لصناعة الأعلاف.
وأطلقت المنظومة أربع عيادات متنقلة في كل من إدلب وحلب بهدف رعاية الحيوانات من أمراض التهاب الضرع والأمراض التناسلية، حسبما قال استشاري مشاريع الثروة الحيوانية في “منظومة وطن”، مؤيد الهواس، لعنب بلدي.
وقدمت لقاحات البروسيلا (الحمى المالطية)، ولقاح الحمى القلاعية، وعلاج الحيوانات من الأمراض الطفيلية، وأمراض التسمم المعوي.
منظمة “بنفسج” أعلنت بدورها عن مشروع مقبل سيقدم لقاح الجدري إلى 100 ألف رأس من الأغنام في ريف حلب الغربي، بمنطقة الأتارب والزربة، حسبما قال مسؤول سبل المعيشة في المنظمة، وسيم سويد، لعنب بلدي.
إلا أن تلك الحملات بقيت محدودة بأعداد ومناطق معينة، وتركت آلاف القطعان محرومة من الرعاية، ما سبب خسائر اقتصادية كبيرة، حسبما قال الطبيب البيطري رفعت عبد ربه.
وأوضح عبد ربه أن الكثير من اللقاحات الضرورية والمهمة تفتقدها أعداد كبيرة من المواشي، مثل لقاح مرض الباستوريلا، وهو من الأمراض التنفسية والتناسلية، ولقاح مرض الضرع الساري، ولقاحات الأمراض الفيروسية مثل لقاح الإنتروتوكسيميا، واللقاحات الجرثومية مثل الجمرة الخبيثة.
ويعتبر أكبر التحديات التي تواجه مربي الأغنام في شمال غربي سوريا هو غلاء الأسعار، مع وصول تكلفة الأعلاف واللقاحات اللازمة لرأس واحد من الأغنام إلى نحو 50 دولارًا، وفقًا لتقدير عبد ربه.
تقديرات تواجه صعوبة الإحصاء
قدمت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) تقريرًا مفصلًا عن حال الزراعة وتربية المواشي في سوريا، في 5 من أيلول الماضي، بعد زيارة بعثتها للمحافظات الـ 14.
وذكرت فيه أن مهمة مراقبة أعداد المواشي تعد صعبة في الظروف الاعتيادية وتزيد صعوبتها في ظل النزاعات والحروب، إلا أنها قدرت انخفاض أعداد الأغنام خلال الأعوام الثلاثة الأولى من الصراع بنسبة 45%، قبل أن تستقر خلال عامي 2016 و2017، ثم تعاود انخفاضها الطفيف عام 2018.
وكانت الأمراض الشائعة قد استقرت، في حين تزايد ظهور مرض الجلد العقدي في بعض المناطق، بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي ساعدت على انتشار الحشرات الناقلة للمرض.
ورغم انتشار التلقيح الصناعي إلا أن معدلات نجاحه بقيت منخفضة، بسبب نقص وعي المربين وسوء تقدير التوقيت الملائم لإجرائه، حسبما ذكر التقرير.
وقبل النزاع مثلت المواشي ما بين 35 إلى 40% من الإنتاج الزراعي الكلي لسوريا، مع اعتماد 35% من المنازل الريفية على تربية المواشي في معيشتها، وحسب آخر الإحصائيات الرسمية في سوريا عام 2010 وصلت أعداد الأغنام إلى 18 مليونًا.
وفي إدلب انخفضت أعداد الأغنام بنسبة 22%، مما يزيد على 726 ألف رأس عام 2010 إلى أكثر من 568 ألفًا عامي 2017 و2018، في حين بلغت نسبة انخفاض أعدادها في حلب 40% من مليوني رأس عام 2010 إلى نحو مليون و200 ألف رأس عام 2018.
وكانت أكبر نسب الخسائر في حماة التي انخفضت فيها أعداد الأغنام من ثلاثة ملايين و200 ألف رأس عام 2010 إلى مليون وثلاثة آلاف عام 2017، بنسبة 67%، قبل أن ترتفع بشكل بسيط عام 2018 إلى مليون وأربعة آلاف رأس.
وتحتاج منظمة “فاو” مبلغ 114.4 مليون دولار لتمويل دعم العائلات في الداخل السوري وأنشطتهم الزراعية ورعاية المواشي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :