أهالي ريف حمص يجهزون منازلهم بـ “الليدات” استعدادًا لشتاء “مظلم”
حمص – عروة المنذر
مع دخول فصل الشتاء، يتوقع أهالي قرى وبلدات ريف حمص الشمالي أن تكون منازلهم مظلمة، فالمحولات الكهربائية الموجودة في المنطقة بالكاد يمكنها تغذية ثلثي السكان، بعد عودة كثير من النازحين عقب سيطرة قوات النظام السوري على المنطقة، بموجب اتفاق “المصالحة” منذ عام ونصف.
كانت المحولات الكهربائية في ريف حمص الشمالي قد تعرضت لأضرار كبيرة في السنوات الماضية، على خلفية العمليات العسكرية التي شهدتها المنطقة، وفي أثناء سيطرة النظام السوري اتجهت حكومته إلى إصلاحها، لكن دون تركيب محولات أكبر من شأنها أن تغذي جميع منازل المواطنين بالكهرباء.
وينذر انقطاع التيار الكهربائي وسياسة التقنين المفروضة على ريف حمص، السكان بمزيد من الأعباء المادية التي لا طاقة لهم بها، كتجهيز المنزل بإنارة “الليدات” التي تعتمد على بطاريات باستطاعة 12 فولت، كما تدفعهم إلى عدم التفكير بالاعتماد على الطاقة الكهربائية في الطبخ أو التدفئة.
تقنين وأعطال
مع تساقط أولى زخات المطر، الأسبوع الماضي في حمص، انقطع التيار الكهربائي عن المدن والبلدات في الريف الشمالي لأكثر من أربع ساعات بشكل متواصل، وظن السكان في البداية أن الأمر مرتبط بعطل بسيط، لكن تبين أن العطل كبير، وأصاب إحدى المحولات الكهربائية، بسبب عدم تجهيزها مسبقًا، بحسب ما قال مصدر مطلع على عمل مؤسسة الكهرباء في مدينة الرستن.
وأضاف المصدر (تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية) لعنب بلدي أن مؤسسة الكهرباء في الرستن تعاني من نقص كبير في عدد العمال والفنيين، على خلفية فصل موظفيها عن العمل منذ أعوام.
وأشار المصدر إلى أن المحولات الموجودة غير متناسبة مع حجم الاستهلاك والتغذية للأحياء في كامل ريف حمص الشمالي، ومعظمها مستعمل، ما يؤكد أن “أعطالًا جسيمة ستحصل خلال فصل الشتاء”، وفق قوله.
وفيما يخص التقنين، قال المصدر إنه “قادم، وقد بدأنا بساعتين قطع وأربع ساعات وصل، على أن تزيد ساعات التقنين مع دخول فصل الشتاء بشكل فعلي (…) لا يخفى على أحد أزمة الطاقة التي تعاني منها الحكومة”.
أسعار “الليدات” والبطاريات ترتفع
مع بدء التقنين والأعطال المتكررة بدأ سكان ريف حمص الشمالي بالعمل على تجهيز منازلهم بالإنارة عن طريق “الليدات”، لتدبير أمورهم خلال فصل الشتاء.
ورصدت عنب بلدي ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار “الليدات” والبطاريات في المحال التجارية.
فادي، صاحب متجر لبيع الأدوات الكهربائية، قال لعنب بلدي إن فصل الشتاء يعتبر موسمًا بالنسبة للبطاريات و”الليدات”، ومن الطبيعي ارتفاع الأسعار التي تتأثر بسعر صرف الدولار أيضًا، فالبطارية المناسبة للمنزل بسعة 20 أمبيرًا كانت تباع قبل فترة بسيطة بـ 32 دولارًا، أما الآن فهي بـ 37 دولارًا.
بينما نقل عدد من مواطني سهل الحولة أنهم بدؤوا بتجهيز منازلهم بالإنارة على البطاريات، تحسبًا لساعات الانقطاع الطويلة، فالأطفال في المدرسة بحاجة إلى الإنارة، ولا يمكن العيش في العتمة (الظلام).
الرستن تستذكر كهرباء “المعمل”
بعد قطع قوات النظام التيار الكهربائي عن ريف حمص عقب خروجه عن سيطرته، دخل معمل الإسمنت في مدينة الرستن كمصدر بديل للتيار الكهربائي، وغذّى حينها ما يقارب 60% من سكان المنطقة بالتيار الكهربائي، ضمن ظروف وصفت بالمستحيلة وبشبكة كبيرة وصلت إلى معظم المدن والبلدات، رغم طول المسافات.
“أبو خالد”، أحد أصحاب الخطوط الخارجة من “المعمل” في أثناء سيطرة المعارضة، قال لعنب بلدي، “كنا نعمل في أقسى الظروف، ومن دون معدات أو تجهيزات تساعدنا على العمل”.
وأضاف أنه “رغم العشوائية الكبيرة، إلا أن التيار الكهربائي بقي مستمرًا ومن دون التقنين”.
عادت المنطقة إلى سيطرة النظام السوري، في تموز 2018، بعد اتفاق تسوية بين النظام والمعارضة، برعاية روسية، على أن تعود مؤسسات الدولة لنشاطها في المنطقة، وهو ما لم ينفذ بشكل دقيق حتى الآن.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :