روسيا قلقة من أن يؤثر الوجود الأمريكي شمال شرقي سوريا على الأسد

نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف (روسيا اليوم)

camera iconنائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف (روسيا اليوم)

tag icon ع ع ع

أعربت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها البالغ من انعكاس خطط الولايات المتحدة الأمريكية بالبقاء في المناطق النفطية شمال شرقي سوريا، على التفاهمات التي توصلت إليها روسيا وتركيا في تلك المناطق، وعلى زيادة الضغوط على حكومة النظام السوري.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس السبت 26 من تشرين الأول، إن الخطة الأمريكية بنشر قوات إضافية في مناطق شمال شرقي سوريا، قد تؤثر سلبًا على الوضع في المنطقة، لا سيما في ظل التفاهمات التي تم التوصل إليها بين موسكو وأنقرة بشأن انسحاب القوات الكردية من المناطق الحدودية مع تركيا.

وأضاف ريابكوف، “لا نريد أي تعقيدات جديدة، ولا يجب أن يُغري العمل الذي أدته قيادة روسيا وتركيا في الأيام الأخيرة أحدًا بإعادة رسم الملامح وتغيير أي شيء مجددًا”.

وعبّر المسؤول الروسي عن قلق بلاده إزاء المؤشرات المتباينة من الولايات المتحدة بشأن خططها ونواياها حول سوريا، وما قد تعكسه على حكومة النظام السوري، قائلًا “نشعر بالقلق من أن هذه المؤشرات مردها النهج السابق للحفاظ على الظروف الملائمة لمواصلة الضغط المتعدد الأطراف على الحكومة الشرعية في دمشق، وهذه نقطة لا نقبل بها ولا يمكن الاتفاق عليها بيننا”.

تصرحات ريابكوف تأتي ردًا على إعلان وزير الدفاع الأمريكي، مارك إسبر، الذي قال أمس، الجمعة، إن “الولايات المتحدة ستبقي على وجود مخفض في سوريا لمنع وصول الدولة الإسلامية لإيرادات النفط“، بحسب وكالة “رويترز”.

وأضاف إسبر، “الخطوات ستشمل بعض قوات المشاة المجهزة بمعدات ميكانيكية في محافظة دير الزور”، وهي منطقة غنية بحقول النفط السوري.

في سياق متصل، قال مسؤول عسكري بوزارة الدفاع الأمريكية، لوكالة “رويترز” طلب عدم الكشف عن اسمه، الخميس 24 من تشرين الأول الحالي، إن بلاده ملتزمة بتعزيز وضعها العسكري في سوريا بعتاد إضافي، بالتنسيق مع شركائها في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، بهدف منع فلول تنظيم “الدولة” أو قوى أخرى من السيطرة على حقول النفط، وزعزعة الاستقرار، في إشارة إلى النظام السوري وروسيا.

وأبدت روسيا غضبها من خطوة الولايات المتحدة القاضية بإبقاء قواتها في حقول النفط، وقال مسؤول في وزارة الدفاع الروسية، إن “الإبقاء على مجموعة من القوات الأمريكية شرقي سوريا لحماية حقول النفط من (داعش) محيرة (…) لا في القانون الدولي ولا في القانون الأمريكي نفسه توجد نصوص تقر بشرعية وجود القوات الأمريكية لحماية الموارد الطبيعية والمعادن في سوريا، لأنها تعود حصرًا لسوريا وشعبها”.

وتحاول روسيا إعادة النفط السوري في مناطق شرق الفرات إلى سيطرة حليفها النظام للتخلص من الأزمة النفطية الناجمة عن خسارته تلك المصادر النفطية، إلى جانب العقوبات الأوروبية والأمريكية المفروضة عليه.

وتتكرر الدعوات الروسية لمطالبة القوات الأمريكية بالخروج من سوريا باعتبارها “قوات احتلال غير شرعية”، في ظل محاولة موسكو إعادة هيكلة النظام السوري ورسم شرعيته مجددًا.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن من أكبر المكاسب التي حققتها في الحرب على تنظيم “الدولة الإسلامية”، السيطرة على حقول النفط في شرقي سوريا، التي كانت تشكل مصدر عائدات رئيسيًا للتنظيم.

وكان الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان، وفلاديمير بوتين، قد أبرما اتفاقًا، الثلاثاء 22 من تشرين الأول الحالي، في مدينة سوتشي، بشأن مناطق شمال شرقي سوريا.

ونص الاتفاق على سحب كل القوات الكردية من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.

وقضى أيضًا بتسيير دوريات تركية روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.

وجاء الاتفاق بعد عملية عسكرية بدأتها تركيا تحت اسم “نبع السلام”، في 9 من تشرين الأول الحالي، ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، مع تقدم القوات التركية و”الجيش الوطني” السوري في منطقتي رأس العين وتل أبيض.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة