اعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، أن الحراك في لبنان لم يعد نشاطًا عفويًا وإنما هناك قوى سياسية ممولة من جهات تقوده.
وقال نصر الله في كلمة تلفزيونية اليوم، الجمعة 25 من تشرين الأول، إن ما بدأ شعبيًا وعفويًا قبل تسعة أيام بمطالب شعبية وحياتية واجتماعية دون سفارات وأحزاب، نسبة كبيرة منه لم تعد كذلك.
وأضاف أن الحراك بشعاراته التي تصدر اليوم لم يعد حركة عفوية، وإنما هناك أحزاب وقوى سياسية معروفة وتجمعات مختلفة بأسماء وأشخاص ومؤسسات تقوده.
كما تحدث نصر الله عن تمويل الحراك من جهات لم يسمها أو يتهم أحدًا بأنه وراءها، واعتبر أن “استمرار التظاهر في الميادين يحتاج إلى أكل وشرب (…) وهذا يتطلب المال”.
وأكد موقفه بأن “ثمة تمويلًا للحراك القائم اليوم، وهو لا يُجمع من جيوب الفقراء، وثمة جهات تُموّل، غير أنني لا أتهم أحدًا”.
وطلب نصر الله ممن “ينصبون أنفسهم بأنهم المتحدثون باسم الحراك الشعبي أن يفصحوا عن داعمهم وممولهم (…) طلعوا قولو للناس بشكل واضح إنو عنا تبرع من سفارة كذا أو رجل أعمال أو جهة معينة”.
واعتبر الأمين العام للحزب أن مطالب الحراك الشعبي تغيرت ولم تعد نفسها التي صدرت في البداية، إنما أصبحت تطالب بإسقاط النظام، متساءلًا “هل يوجد نظام في لبنان؟”، مشيرًا إلى أنه مع إلغاء السياسة الطائفية، ويجب العمل على آليات دستورية لتحقيق ذلك.
كما تحدث أن هناك بعض الممولين يرتبطون بشخصيات سياسية ممولة من سفارات أجنبية.
وتشهد المدن اللبنانية ثورة شعبية واسعة بدأت الجمعة الماضي، وتتواصل حتى اليوم، وتعود أسبابها للأزمة الاقتصادية التي تعصف بلبنان، وأدت المظاهرات إلى شلل شبه كامل في قطاعات الدولة والطرقات الرئيسية وحتى الدولية منها.
وتتمثل الأسباب الرئيسية وراء الانتفاضة الشعبية في التردي الاقتصادي الذي يعانيه لبنان وخاصة في العام الحالي، في ظل عجز في الموازنة العامة، وارتفاع نسبة الديون مقارنة بالأعوام الماضية.
ورفض نصر الله إسقاط الحكومة اللبنانية والعهد، كما رفض إجراء انتخابات نيابية، في حين طلب من مؤيديه عدم النزول إلى الساحات، وعدم الاحتكاك بالمتظاهرين المطالبين بإقالة الحكومة.
وكانت ساحة رياض الصلح وسط لبنان شهدت توترًا بين مؤيدي “حزب الله” ومحتجين تطور إلى تشابك بالأيدي ما دفع قوات مكافحة الشغب إلى التدخل للفصل بين الطرفين.
وكرس نصر الله، خلال حديثه اليوم، نظرية المؤامرة التي كررها النظام السوري خلال بدايات الثورة السورية في 2011، عندما وصف المتظاهرين السلميين بالإرهابيين وأنهم ممولون من جهات خارجية، في مقدمتها تركيا والسعودية وقطر وأمريكا.
–