اتهمت “منظمة العفو الدولية” (أمنستي) تركيا بترحيل سوريين قسرًا إلى الداخل السوري، الذي ما زال يشهد مواجهات عسكرية، وذلك قبل إنشاء “المنطقة الآمنة”، التي يدور الحديث عنها.
ونشرت المنظمة على موقعها تقريرًا اليوم، الجمعة 25 من تشرين الأول، قالت فيه إن “تركيا قضت الأشهر التي سبقت توغلها العسكري في شمال شرقي سوريا بترحيل اللاجئين قسرًا إلى البلد الذي مزقته الحرب، وذلك قبل محاولة إنشاء منطقة آمنة مزعومة على الجانب السوري من الحدود”.
وكشفت المنظمة في تقريرها عمليات ترحيل غير قانونية للاجئين سوريين، يعيشون في تركيا.
والتقت مع لاجئين سوريين في تقريرها، وقالوا إن “الشرطة التركية ضربتهم أو هددتهم بالتوقيع على وثائق تفيد أنهم كانوا يطلبون العودة إلى سوريا، بينما كانت تركيا في الواقع تجبرهم على العودة إلى منطقة حرب وتعرض حياتهم لخطر جسيم”.
وازدادت أعداد السوريين المرحّلين من تركيا، في الأشهر الماضية، بعد قرارات وزارة الداخلية في ولاية اسطنبول بترحيل المخالفين غير الحاملين لوثيقة الحماية المؤقتة، التي تمنحها السلطات التركية للاجئين السوريين، منذ منتصف تموز الماضي، واتخاذ خطوات مشابهة في ولايات أخرى.
وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد اتهمت في وقت سابق السلطات التركية باحتجاز عدد من اللاجئين وإجبارهم على توقيع نماذج وأوراق تنص على العودة الطوعية إلى سوريا.
وأكدت المنظمة، في تقرير لها في 27 من تموز الماضي، أن تركيا ملزمة بموجب القانون العرفي الدولي بعدم الإعادة القسرية، إذ يحظر القانون إعادة أي شخص إلى مكان قد يتعرض فيه لخطر حقيقي.
وقالت آنا شيا، باحثة حقوق اللاجئين والمهاجرين في منظمة “العفو الدولية”، إن ادعاء تركيا بأن اللاجئين السوريين يختارون العودة مباشرة إلى النزاع “أمر خطير وغير أمين”.
وأضافت “الأبحاث التي أجريناها تظهر أن الناس يتعرضون للخداع أو يُجبرون على العودة”.
وأشارت الباحثة، بحسب ترجمة عنب بلدي، إلى أن “تركيا تستحق التقدير لاستضافة أكثر من 3.6 مليون من النساء والرجال والأطفال من سوريا منذ أكثر من ثماني سنوات، لكنها لا تستطيع استخدام هذا الكرم كذريعة للتخلي عن القانون الدولي والمحلي عن طريق ترحيل الناس إلى منطقة نزاع نشطة”.
وبحسب تقديرات منظمة “العفو الدولية” فإنه من المحتمل أن يكون عدد السوريين المرحلين بالمئات خلال الأشهر القليلة الماضية.
وقالت المنظمة “من المريع أن توافق تركيا مع روسيا هذا الأسبوع على العودة الآمنة والطوعية للاجئين إلى منطقة آمنة لم يتم تأسيسها بعد”.
واعتبرت المنظمة أن “اللاجئين من سوريا معرضون للخطر”.
وكانت السلطات التركية قد وافقت، في 22 من آب الماضي، على عودة دفعة من اللاجئين السوريين الذين رُحّلوا من تركيا إلى الداخل السوري بـ “الخطأ” في إطار حملتها، بحسب ما قالت رئيسة شؤون اللاجئين في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة” خلال عمل اللجنة المشتركة بين “الائتلاف” ووزارة الداخلية التركية.
وكان الرئيسان التركي والروسي، رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، قد توصلا إلى اتفاق، منذ يومين، بخصوص المناطق الحدودية شمالي سوريا.
وتحدث أردوغان عن مشاريع مشتركة سيتم العمل عليها مع روسيا في “المنطقة الآمنة”، من أجل تسهيل العودة “الطوعية” للاجئين السوريين.
ويقيم في تركيا ثلاثة ملايين و605 آلاف و615 سوريًا في مختلف الولايات حسب بيانات دائرة الهجرة التركية في العام 2019.
–