تزايدت وتيرة الانفجارات في شمال شرقي سوريا، منذ الاتفاق الروسي- التركي، في 22 من تشرين الأول الحالي، دون معرفة الجهة التي تقف وراء هذه العمليات، باستثناء ما أعلن عنه تنظيم “الدولة “الإسلامية”.
وقتل مدني وأصيب آخرون نتيجة انفجار سيارة مفخخة اليوم، الجمعة 25 من تشرين الأول، في سوق بلدة حمام التركمان، بريف الرقة الشمالي، بحسب ما نقلت صفحة “الرقة نذبح بصمت” في “فيس بوك”.
بينما قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن سيارة مفخخة انفجرت أمس، الخميس 24 من تشرين الأول، بالقرب من المركز الثقافي القديم في مدينة تل أبيض شمالي الرقة، أصيب من خلالها عدد من المدنيين، إضافة إلى أضرار مادية.
ولم تتبنَّ أي جهة العمليتين، في المنطقتين الواقعتين حاليًا تحت سيطرة الجيشين التركي و”الوطني السوري”، بعدما سيطرا على المنطقة في إطار عملية “نبع السلام”، التي انطلقت في 9 من تشرين الأول الحالي.
ونص الاتفاق الروسي- التركي على انسحاب “قوات سوريا الديمقراطية”، وعمادها “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، من الشريط الحدودي شمالي سوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، وسحب أسلحتها من منبج وتل رفعت.
إضافة إلى تسيير دوريات تركية- روسية بعمق عشرة كيلومترات على طول الحدود، باستثناء القامشلي، مع الإبقاء على الوضع ما بين مدينتي تل أبيض ورأس العين.
ثلاثة تفجيرات في يوم واحد
بعد يوم واحد من إبرام الاتفاق الروسي- التركي، هزت ثلاثة انفجارات، مدينتي القامشلي والشدادي، وبلدة سلوك.
وانفجرت سيارة مفخخة وسط مدينة القامشلي بريف الحسكة، بسبب عبوة لاصقة كانت موضوعة في سيارة من نوع “فان”، بجانب مركز اتصالات في المنطقة الأمنية الخاضعة لسيطرة النظام السوري، بحسب “سانا”.
وأسفر الانفجار عن إصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة، إلى جانب أضرار مادية بالسيارات العابرة، وفق صور نشرتها الوكالة، وقناة “الإخبارية السورية” الحكومية.
كما انفجرت سيارة مفخخة في بلدة سلوك شمالي محافظة الرقة، ما أدى إلى مقتل اثنين وجرح سبعة آخرين، بعد أيام من سيطرة الجيش التركي مدعومًا بـ”الجيش الوطني”، على المدينة.
تبعه انفجار دراجة نارية على طريق مدينة الشدادي، جنوبي الحسكة، التي لا تزال “الوحدات” تسيطر عليها، أسفر عن إصابة عدد من المدنيين بحسب بيان “قسد”.
تنظيم “الدولة” يتبنى عمليات دون تحديد المكان
وفي إنفوغراف نشرته صحيفة “النبأ” التابعة للتنظيم في عددها الأسبوعي واطلعت عليه عنب بلدي، اليوم، قال التنظيم إنه نفذ 16 عملية عسكرية في خمس محافظات على امتداد الأراضي السورية خلال فترة الأسبوع الماضي.
وأضافت الصحيفة أن العمليات الـ 16، توزعت إلى اثنتين في محافظة درعا، وعملية واحدة في بادية حمص، وعملية واحدة في الرقة، وتسع عمليات في دير الزور، وثلاث في الحسكة.
ما قبل “نبع السلام”
وقبل إطلاق الجيش التركي و”الجيش الوطني” عملية “نبع السلام”، لإبعاد خطر القوات الكردية، من الحدود السورية- التركية، شهدت مدينة الحسكة شمالي سوريا ثلاثة تفجيرات متتالية بدراجات نارية مفخخة، وأسفرت عن مقتل وإصابة مدنيين، في آب الماضي.
سبقها انفجار ثلاث دراجات نارية مفخخة في حي الكلاسة وسط الحسكة، ما أدى إلى إصابة عضو في قوات “أسايش”، في 11 من تموز الماضي.
وأعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” في 12 من تموز الماضي، مسؤوليته عن ثلاثة تفجيرات متتالية نفذها بدراجات نارية مفخخة، استهدفت وسط مدينة الحسكة، وأسفرت عن مقتل وإصابة 11 عنصرًا من قوات “قسد” وإعطاب أربع آليات عسكرية.
وتزامنت عمليات تنظيم “الدولة” مع تفجيرات في ريف دير الزور، عبر عبوات ناسفة استهدفت آليات تابعة لـ “قسد”، في ناحية ذيبان، وأدت إلى مقتل خمسة عناصر وإصابة سبعة آخرين من صفوف الأخير، بحسب رواية “أعماق”.
وانفجرت في منطقة المربع الأمني في القامشلي أيضًا، في 11 تموز الماضي، سيارة مفخخة أمام كنيسة السيدة العذراء، ما أسفر عن إصابة 11 شخصًا بالإضافة إلى أضرار مادية في الكنيسة والمحال التجارية والسيارات، بحسب وكالة “سانا”.
كما أكد المتحدث الإعلامي لـ “قسد”، مصطفي بالي، لوكالة “رويترز”، في 3 من نيسان الماضي، تفجير أربعة “انتحاريين” أنفسهم شمالي مدينة الرقة، بعد أسبوع من إعلان “قسد” السيطرة النهائية على مناطق شرق الفرات وإنهاء نفوذ تنظيم “الدولة الإسلامية” في المنطقة، بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
–