بعد أكثر من خمس ساعات من المفاوضات في الغرف المغلقة، بين الرئيسين الروسي، فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية، خرج الجانبان ليعلنا وقف عملية شرق الفرات التركية.
طار الرئيس التركي أمس الثلاثاء، إلى روسيا بعد دعوة نظيره الروسي ليجدا حلًا لملف المنطقة الآمنة التي بدأت تركيا من أجلها، في 9 من تشرين الأول الحالي، معركة عسكرية ضد “وحدات حماية الشعب” (الكردية) لطردها من حدودها، إلا أن المعركة توقفت بناء على اتفاق بين أنقرة وواشنطن حدد 120 ساعة لانسحاب “الوحدات” من منطقة شرق الفرات وبدأ يوم الخميس الماضي.
وقبل ساعات من انتهاء الاتفاق بين واشنطن وأنقرة بشأن توقف معركة “نبع السلام”، خرج أردوغان وبوتين باتفاق يبدو أنه نهائي بشأن منطقة شرق الفرات.
ونص الاتفاق الذي تلاه وزيرا الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، على النقاط التالية، وفق وكالة “الأناضول”:
1- أكد الجانبان على التزامهما بالحفاظ على الوحدة الإقليمية والسياسية لسوريا وعلى حماية الأمن الوطني لتركيا.
2- أكدا التصميم على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره وتعطيل المشاريع الانفصالية في الأراضي السورية.
3- سيتم في هذا الإطار الحفاظ على الوضع الراهن في منطقة عملية “نبع السلام” الحالية التي تغطي تل أبيض ورأس العين بعمق 32 كيلومترًا.
4 – كلا الطرفين أكدا مجددًا أهمية “اتفاقية أضنة”، وستسهل روسيا تنفيذ هذه الاتفاقية في ظل الظروف الحالية.
5- اعتبارًا من الساعة الـ12:00 ظهرًا يوم 23 من تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ستدخل الشرطة العسكرية الروسية وحرس الحدود السوري إلى الجانب السوري من الحدود السورية التركية، خارج منطقة عملية “نبع السلام”، بغية تسهيل إخراج عناصر “الوحدات” وأسلحتهم حتى عمق 30 كيلومترًا من الحدود السورية التركية، على أن يتم الانتهاء من ذلك خلال 150 ساعة.
في تلك اللحظة، سيبدأ تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية “نبع السلام” بعمق عشرة كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي.
6- سيتم إخراج جميع عناصر “الوحدات” وأسلحتهم من منبج وتل رفعت.
7- كلا الجانبين سيتخذان الإجراءات اللازمة لمنع تسلل عناصر إرهابية.
8- سيتم إطلاق جهود مشتركة لتسهيل العودة الطوعية والآمنة للاجئين.
9- سيتم تشكيل آلية مشتركة للرصد والتحقق لمراقبة وتنسيق تنفيذ هذه المذكرة.
10- سيواصل الجانبان العمل على إيجاد حل سياسي دائم للنزاع السوري في إطار آلية أستانة وسيدعمان نشاط اللجنة الدستورية.
ولم تعلق “الوحدات”، حتى ساعة إعداد هذا التقرير، على النقاط التي اتفقت عليها روسيا وتركيا بشأن شرق الفرات، إلا أن رئيسة الهيئة التنفيذية لـ”مجلس سوريا الديمقراطية”، إلهام أحمد، أجرت خلال اليومين الماضيين في واشنطن مفاوضات ماراثونية مع أعضاء في الكونغرس لحثهم على التدخل والضغط على إدارة الرئيس الأمريكي، كي ينهي الهجوم التركي.
وطالبت إلهام أحمد الولايات المتحدة بفرض حظر جوي على شمالي وشرقي سوريا.
من جانبه، حمّل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، من أسماهم “الانفصالييين”مسؤولية ما آلت إليه الأمور في منطقة شرق الفرات، في أول تعليق له على الاتفاق.
وقال في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، إن “أصحاب الأهداف الانفصالية يحملون مسؤولية ما آلت إليه الأمور في الوقت الراهن”، وفق وكالة “سانا”.
وعقب الاتفاق الروسي التركي بشأن شرق الفرات، أجرى وزيرا خارجية تركيا وأمريكا اتصالًا هاتفيًا، ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصادر في وزارة الخارجية التركية، أن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال لنظيره تشاووش أوغلو، إن مسؤولين عسكريين أمريكيين أبلغوا كتابيًا السلطات العسكرية التركية، انسحاب عناصر “الوحدات” من منطقة عمليات “نبع السلام” شمالي سوريا.
–