أعلنت الأمم المتحدة لجوء أكثر من سبعة آلاف شخص من مناطق شمالي سوريا إلى العراق، تم إيواؤهم في مخيم بردرش للاجئين، الواقع على بعد حوالي 140 كيلومترًا إلى الشرق من الحدود العراقية- السورية.
وقال المتحدث باسم مفوضية اللاجئين، أندريه ماهيستش، اليوم الثلاثاء 22 من تشرين الأول، إن حركة اللجوء من شمالي سوريا تستمر إلى العراق.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقد في قصر الأمم المتحدة في جنيف، “وصل أكثر من سبعة آلاف و100 شخص منذ يوم الاثنين الماضي، تم إيواء أقل من سبعة آلاف شخص منهم في مخيم بردرش للاجئين”.
وبحسب المفوضية يأتي معظم اللاجئين السوريين من مدن وقرى من شمال شرقي سوريا، ويشكل النساء والأطفال ثلاثة من كل أربعة أشخاص.
ومن بين القادمين أطفال غير مصحوبين بذويهم، ويحتاج بعض اللاجئين، خاصة الأطفال، لإسعافات أولية نفسية واجتماعية، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، “جراء فرارهم من حالة الخوف في خضم القتال”.
وكانت مناطق شمال شرقي سوريا قد تعرضت في الأيام الماضية لهجوم من قبل الجيش التركي، بموجب عملية “نبع السلام”، التي بدأت في 9 من تشرين الأول الحالي ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وركزت العملية العسكرية على محورين: الأول هو مدينة رأس العين، التي أخلتها “قسد”، أمس، بشكل كامل، إلى جانب مدينة تل أبيض، التي سيطرت عليها فصائل “الجيش الوطني السوري”، المساند للجيش التركي في عمليته.
وأشارت المفوضية إلى أن مخيم بردرش يضم شبكة مياه وكهرباء ونظام صرف صحي.
وقالت إن الشبكات تحتاج للتوسيع، مع وصول المزيد من اللاجئين إلى المخيم، الذي يضم أيضًا مركز استقبال ومركز تسجيل ووحدات تخزين للإمدادات الإنسانية.
وقبل حركة اللجوء الحالية، أوضحت المفوضية أن 228 ألف شخص سوري لجؤوا إلى العراق بحثًا عن المأوى، بعد أن أجبروا على مغادرة منازلهم، “نتيجة لأكثر من ثماني سنوات من الصراع والدمار في سوريا”.
وكانت “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا قد أعلنت، في 15 من تشرين الأول الحالي، نزوح أكثر من 275 ألف مدني، بسبب الهجوم التركي، ضمن عملية “نبع السلام”.
وكانت منظمات تابعة للأمم المتحدة حذرت في الأيام الماضية من نزوح عشرات آلاف المدنيين من مناطق شمال شرقي سوريا بحثًا عن الأمان، نتيجة العملية العسكرية التي أعلنتها تركيا على تلك المناطق.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان له، في 10 من تشرين الأول الحالي، إن “مئات الآلاف من المدنيين في الشمال السوري في طريق الأذى الآن”، مؤكدًا على ضرورة تجنب استهداف المدنيين والبنى التحتية.
ولفت إلى أن نزوحًا جديدًا سيضاف إلى ما هو بالفعل “أكبر أزمة نزوح في العالم”، داعيًا الأطراف المتقاتلة إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
–