ليندسي غراهام.. الباحث عن “حلول تاريخية” في سوريا

  • 2019/10/22
  • 3:42 م
السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام تشرين الثاني 2018 "TRT HABER"

السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام تشرين الثاني 2018 "TRT HABER"

تراجع السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الأحد، 20 من تشرين الأول الحالي، عن معارضته لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، وقال في مقابلة مع قناة “Fox News” إن “تفاؤله يزيد بإمكانية الحصول على حلول تاريخية في سوريا”.

اسم غراهام تردد مع القضايا التي تدخلت فيها الولايات المتحدة بسوريا، متوليًا صوت “الصواب”، في الكونغرس الأمريكي، حسبما يقول، من الدعوة للتحرك ضد بشار الأسد، ومساندة الحلفاء الكرد، وكذلك الدعم الدائم لإسرائيل.

ولم تكن معارضة السيناتور الجمهوري لقرار سحب القوات الأمريكية وليدة العملية العسكرية التي شنتها القوات التركية مع فصائل “الجيش الوطني” الحليفة، في 9 من تشرين الأول الحالي، إذ دعا مرارًا خلال سنوات الصراع للتدخل العسكري ضد النظام السوري، وضد التمدد الإيراني “المهدد لإسرائيل”.

ولكن دعواته تجددت خلال العملية العسكرية الأخيرة لمساندة حلفاء الولايات المتحدة من الكرد ومعاقبة الحكومة التركية على تحركاتها، مرددًا تحذيراته من عودة خطر تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومغبة التخلي عن “قوات سوريا الديمقراطية” المحاربة له.

تفكير خارج الصندوق لحلول “تاريخية”

أشاد السيناتور ليندسي غراهام بتفكير الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، واصفًا إياه بالتفكير “خارج الصندوق”، في تخطيطه لمنع وقوع نفط شمال شرقي سوريا في الأيدي الإيرانية من خلال “بدء مشروع مع قوات سوريا الديمقراطية، التي قامت بتدمير تنظيم الدولة واهتمت بضمان بقائه مدمرًا، لتحديث آبار النفط وضمان حصولهم (الحلفاء الكرد) على العائدات، وليس القوات الإيرانية أو الأسد، مع مساعدة الحلفاء على الدفع لقاء التزام واشنطن البسيط المقدم في المشروع”.

وقال غراهام إنه تحدث مع ترامب، خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، متحدثًا عن إمكانية الوصول إلى “أمن تاريخي لتركيا، وأمن تاريخي للكرد، وخطة لإبقاء تنظيم الدولة مضبوطًا للأبد، وفرصة لإبقاء حقول النفط بأيدي حلفائنا وليس أعدائنا”.

تأييد السيناتور، الممثل لولاية كارولاينا الجنوبية، للرئيس الأمريكي ليس قديمًا، فرغم انتمائهما للحزب نفسه، عارض غراهام ترشح ترامب للرئاسة، ودعا المصوتين للابتعاد عنه عام 2016، بعد انسحابه شخصيًا من السباق الرئاسي عام 2015، قائلًا، “بحق الله، اختاروا شخصًا يستحق تضحية من يقاتلون في هذه الحرب، ومن يعلم في الحقيقة كيف يربح، لا أظن أن هذا سيكون ترامب”.

لغراهام تاريخ طويل في خدمة الجيش الأمريكي، فبعد حصوله على شهادة المحاماة من جامعة كارولاينا الجنوبية عام 1981، بدأ بالخدمة العسكرية في السلاح الجوي حتى بداية التسعينيات حين عاد للتطوع بشكل متقطع حتى عام 2015.

يعرف عنه زياراته المتكررة للمواقع العسكرية التي تشغلها القوات الأمريكية خارج البلاد، وكانت سوريا من محطاته عام 2018.

وفي مواقفه الخارجية، دعم الغزو الأمريكي للعراق، ودعا للوقوف بوجه إيران، ودعم المملكة العربية السعودية.

وكان غراهام قد عبر تعاطفه مع قضية الكرد منذ بداية الحملة العسكرية التركية، وقال عبر حسابه في “تويتر”، في 18 من تشرين الأول الحالي، إنه تحدث مع قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، ونقل مخاوفه من “التطهير العرقي” بحق الكرد، مؤكدًا وقوفه والكونغرس مع القضية الكردية.

وبرر موقفه بوفائه لتضحيات الكرد، الذين فقدوا من 15 إلى 20 ألفًا في قتال التنظيم، مقابل خسارة الولايات المتحدة لثمانية جنود خلال أربعة أعوام.

دعوات قوية.. لا تلقَ دومًا آذانًا صاغية

زار غراهام مرتفعات الجولان بداية شهر آذار الماضي، ودعا الولايات المتحدة للاعتراف بـ”حق” إسرائيل بضم الجولان المحتل، للدفاع عن سلامة أراضيها من المخاطر الإيرانية شمالًا، ثم وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرار الاعتراف بالسلطة الإسرائيلية بعد 20 يومًا.

دخل غراهام غمار السياسة الأمريكية عام 1994، بحصوله على كرسي في مجلس النواب في ولايته، ثم انتقل إلى مجلس النواب الأمريكي بين 1995 و2003 حين صار سيناتورًا، وكان أول نائب جمهوري في المقاطعة الثالثة من جنوب كارولاينا منذ عام 1877.

وأعيد انتخابه عام 2008 و2014، وبدءًا من هذا العام استلم رئاسة اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ.

لم تنجح دعواته دومًا في إقناع الإدارة الأمريكية في تفضيل مسار دون آخر، إذ طلب من ترامب التحرك لحماية إدلب، عبر حسابه في “تويتر”، بعد أربعة أشهر من بدء الحملة العسكرية التي شنها النظام السوري وحليفته روسيا على المنطقة والتي تصاعدت في نيسان الماضي.

وكتب، في 6 من أيار الماضي، “على الرئيس ترامب رفع صوته الآن تجاه الهجوم الجديد الذي يرتكبه الأسد ضد إدلب في سوريا. مذبحة تحصل ومأساة للاجئين ستلحقها. حان الوقت ليقف العالم في وجه جزار دمشق. احموا إدلب”.

رغم تجاهل الرئيس الأمريكي للدعوة الخاصة بإدلب، تمكن من إقناع غراهام بوجهة نظره فيما يتعلق بشرقي سوريا، وطمأنه من دوام التدخل الأمريكي في الجو، إن لم يكن في البر، لحماية المنطقة الحدودية بين تركيا والكرد، وحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا