يحاول النظام السوري بدعم روسيا الاستفادة من قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، بعد الاتفاق مع تركيا على إقامة منطقة آمنة، والاستحواذ على آبار النفط في المنطقة.
وعمل النظام السوري، خلال الأيام الماضية، على التفاوض مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من أجل دخول قواته إلى المناطق الحدودية مع تركيا لمواجهة الجيش التركي، الذي أطلق معركة “نبع السلام” بهدف طرد “قسد” من المنطقة.
ويريد النظام الخروج من وسط هذه المعمعة ببسط سيطرته على آبار النفط في ريفي دير الزور والرقة الخاضعة لسيطرة “قسد” المدعومة من التحالف الدولي، لكن الرئيس الأمريكي ألمح إلى أن النفط في سوريا من حصة أمريكا.
وتحدث ترامب عبر حسابه في “تويتر”، أمس الأحد، عن صمود وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات “قسد” في شرق الفرات على الرغم من وجود بعض المناوشات، لكنه أكد بأن أمريكا أمّنت على النفط في سوريا.
“The ceasefire is holding up very nicely. There are some minor skirmishes that have ended quickly. New areas being resettled with Kurds. U.S. soldiers are not in combat or ceasefire zone. We have secured the Oil.” Mark Esper, Secretary of Defense. Ending endless wars!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 20, 2019
وتزامنًا مع ذلك نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية بأن ترامب يفكر بإبقاء 200 جندي في منطقة شرقي سوريا، بهدف عدم وقوع النفط في أيدي النظام السوري وروسيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، لم تسمهم، أن وزارة الدفاع قدمت خطة إلى ترامب تفضي إلى إبقاء الجنود الأمريكيين في المنطقة، من أجل محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” وعدم ظهوره مجددًا، ومنع سيطرة النظام على آبار النفط.
وكانت منطقة شرق الفرات شهدت تطورات متسارعة خلال الأسبوعين الماضيين، عقب بدء تركيا عملية “نبع السلام” التي لاقت ردود فعل غاضبة من المجتمع الدولي الذي طالب بإيقاف العملية.
وبعد مفاوضات تركية- أمريكية توصل الجانبان، الخميس الماضي، إلى وقف إطلاق النار لمدة 120 ساعة، وانسحاب قوات “قسد” من المنطقة ودخول القوات التركية والجيش الوطني السوري بعمق 32 كيلومترًا.
في حين لا يزال مصير المناطق المتبقية في شرق الفرات (الرقة وريف دير الزور الشرقي) الخاضعة لسيطرة “قسد” مجهولًا، وسط مفاوضات بين “قسد” والنظام للدخول إلى هذه المناطق.
ويهدف النظام السوري من السيطرة على آبار النفط في المنطقة إلى إنهاء أزمة المشتقات النفطية التي يعاني منها.
وعانت المناطق الخاضعة لسيطرة النظام، في الشتاء الماضي، من نقص المحروقات بسبب تشديد العقوبات الأمريكية على السفن التي تنقل النفط إلى سوريا، إلى جانب توقف إمدادات إيران النفطية للنظام بعد تشديد العقوبات الأمريكية ضدها أيضًا.
–