ما حقيقة انتشار قوات النظام في مناطق بشرق الفرات؟

  • 2019/10/20
  • 3:30 م

عناصر من قوات الأسد في بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي الغربي- 14 من تشرين الأول 2019 (سانا)

يروج النظام السوري عبر إعلامه إلى أنه تمكن من دخول مناطق عدة في شمال شرق سوريا، بعد اتفاق أجراه بوساطة روسية مع “الإدارة الذاتية” في 13 من تشرين الأول الحالي.

لكن حقيقة السيطرة على تلك المناطق، يسودها الغموض حاليًا بسبب إصرار “الجيش الوطني” السوري، على نفي ما يروجه النظام، بالإضافة إلى تأكيد عدد من أهالي تلك المناطق لعنب بلدي، على عدم صحة الأخبار والصور التي تنقلها وسائل إعلام النظام من مناطقهم، في شرق الفرات.

في المقابل، لم تنفِ تركيا وجود النظام في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شرق الفرات، إذ أشار الرئيس التركي أمس، السبت 19 من تشرين الأول الحالي، إلى أنه سيجد حلًا مع روسيا بشأن وجود النظام في شرق الفرات.

دوريات روسية

ما إن أعلنت “الإدارة الذاتية” توصلها لاتفاق مع النظام السوري في اليوم الخامس على بدء الجيش التركي بمشاركة “الجيش الوطني” السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق الفرات، حتى بدأ النظام الإعلامية بالترويج لدخوله إلى مناطق في شرق الفرات، وسط ترحيب من قبل الأهالي، بحسب تعبيرها.

وجاء في بيان “الإدارة الذاتية”، بتاريخ 13 من تشرين الأول “تم الاتفاق مع الحكومة السورية التي من واجبها حماية حدود البلاد والحفاظ على السيادة السورية، كي يدخل الجيش السوري وينتشر على طول الحدود السورية التركية، لمؤازرة قوات سوريا الديمقراطية لصد هذا العدوان وتحرير المناطق التي دخلها الجيش التركي”.

تواصلت عنب بلدي، اليوم الأحد 20 تشرين الأول، مع ثلاثة مصادر في  مدن منبج والطبقة والرقة، وهي من المناطق التي قال النظام السوري إنه دخلها، وأكدوا أن قوات “أسايش” الكردية هي من تنتشر داخل هذه المدن.

ولفت مصدران (رفضا نشر اسميهما لأسباب أمنية) إلى أن مدينة منبج تشهد عمليات تجنيد إجباري من قبل “الأسايش”، في حين، تعيش الرقة منذ يومين حظرًا للتجول فرضته “الإدارة الذاتية” هناك.

أما في ما يخص مدينة الطبقة ومطارها العسكري، قال مصدر لعنب بلدي رفض نشر اسمه لأسباب أمنية)، إن مدينة الطبقة تشهد انتشارًا لقوات “أسايش” مع انتشار عدد كبير لحواجزها في المدينة، في حين تقوم قوات من الشرطة العسكرية الروسية بدوريات في مطار الطبقة، دون نشر آليات عسكرية بداخله أو حتى التمركز.

وأشارت المصادر الثلاثة، إلى أن مدينة عين العرب (كوباني) وحدها، تشهد تواجدًا لقوات النظام والشرطة العسكرية الروسية، دون وجود آليات عسكرية ثقيلة لهم داخل المدينة بالإضافة إلى انتشار قوات “أسايش” الكردية بداخلها.

“تلاعب ودعاية”

المتحدث باسم “الجيش الوطني” السوري، يوسف حمود، قال إن النظام السوري قام بإخراج عناصر من “وحدات حماية الشعب” (الكردية)، من مدينة حلب، وسهل دخولهم إلى مدينة منبج وقرية الشيوخ ومدينة عين العرب في ريف حلب، وقام بدعمهم لوجستيًا، وفق قوله.

وأضاف لعنب بلدي، اليوم 20 تشرين الأول، أن “ما تنشره وسائل إعلام النظام هي جزء من مسرحية تم الاتفاق عليها بين الوحدات والنظام السوري لرفع علم الأخير في منبج، بعد ارتداء عناصر الوحدات لباس قوات النظام”.

وأوضح أن قاعدة “السعيدية” الأمريكية المتواجدة في ريف منبج دخلها النظام وروسيا لمدة ساعتين ثم غادروها.

تركيا تحذر

في أحدث موقف لبلاده من دخول النظام السوري إلى شرق الفرات، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنه سيجد حلًا مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن وجود النظام السوري في منطقة عمليات الجيش التركي في شرق الفرات.

وأضاف أمس، السبت 19 من تشرين الأول، أن “قوات النظام المحمية من روسيا توجد في جزء من منطقة عملياتنا وستناول هذه المسألة مع بوتين وعلينا إيجاد حل”، وفق وكالة “الأناضول”.

وأشار إلى أنه في الإمكان التوصل لحل مع روسيا بشأن بقاء النظام السوري في شرق الفرات، مستدركًا، “وإلا فإننا سنواصل تنفيذ خططنا”.

وأجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 15 من تشرين الأول الحالي، اتصالًا مع الرئيس التركي للبحث في الملف السوري، ودعا بوتين أردوغان لزيارته.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، الذي تحدث لوكالة الأنباء الروسية (تاس)، الأربعاء الماضي، فإن الرئيسين (أردوغان وبوتين) سيلتقيان في 22 من تشرين الأول الحالي، في مدينة سوتشي الروسية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا