“روح الاشتراكية”.. وجهة نظر “غير اقتصادية”
يعطي الفيلسوف الفرنسي، غوستاف لوبون، في كتابه “روح الاشتراكية”، بعدًا آخر للاشتراكية، بمعزل عن معناها الاقتصادي البحت، ويمضي في نظرية تقول إن للاشتراكية أبعادًا تجعلها أقرب للعقيدة من كونها نظرية اقتصادية تسير عليها الحكومات.
يبدأ لوبون كتابه بشرح مبسط لعوامل التطور الاجتماعي، التي لخصها بثلاثة عوامل رئيسية، سياسية واقتصادية ونفسية، ثم ينطلق بشرح علاقة الاشتراكية بالعوامل النفسية، وهو ما يتصل من وجهة نظره بالعوامل الاقتصادية.
يهاجم لوبون فكرة الاشتراكية في كتابه، إلا أنه لا يهدف في المقابل إلى “تحويل الاشتراكيين عن اشتراكيتهم”، وهو ما يقوله بنفسه في الكتاب، كما يشرح اختلافات تطبيق الاشتراكية باختلاف المجتمعات التي تعتمد على هذه النظرية في نظامها الاقتصادي.
يرى لوبون أن الاشتراكية مجرد “وهم”، ويصر أن عليها أن “تنتصر” في مجتمع ما، حتى يعرف الناس مدى مساوئها، مطالبًا بتأخير وصولها إلى فرنسا قدر الإمكان.
قسم لوبون كتابه إلى ستة أبواب، عرّف في الأول مبادئ الاشتراكية ومنشأها وأسباب انتشارها، وخصص فصلًا للحديث عن أنصار الاشتراكية وما أسماه “أحوالهم النفسية”، بينما شرح في الباب الثاني لماذا يجب اعتبار الاشتراكية معتقدًا أكثر من مجرد نظرية اقتصادية.
وفي الباب الثالث انتقل لوبون للحديث عن الاشتراكية في ألمانيا وإنجلترا والولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يسهب بالحديث عنها عند “الأمم اللاتينية”.
وتناول الباب الرابع تطور الصناعة والاقتصاد والنزاعات الاقتصادية بين الشرق والغرب وربط الاقتصاد بتكاثر السكان، ليشرح في الباب الخامس العلاقة بين الاشتراكية والديمقراطية، ويختتم كتابه بتطور النظام الاجتماعي في الباب السادس.
وبقدر ما يحتوي الكتاب على نظريات في الاقتصاد والمجتمع والسياسة، وهو ما يعطيه عمقًا أكبر من كتب أخرى تحدثت عن الاشتراكية، إلا أنه لا يعد مرجعًا مخصصًا للاقتصاديين أو علماء الاجتماع، بل هو كتاب مبسط لكل من يرغب بالاطلاع على وجهات نظر مختلفة تتحدث عن الاشتراكية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :