شجر الزيتون بريف إدلب.. أرزاق عالقة خلف القصف
ريف إدلب – إياد أبو الجود
علقت حقول الزيتون في ريف إدلب الجنوبي وسط نيران القصف وويلات النزوح خلال أشهر الحملة العسكرية، التي شنتها قوات النظام وحليفها الروسي على المنطقة منذ شهر شباط الماضي، ورغم إعلان وقف إطلاق النار قبل نحو شهرين فإن خروقاته المتكررة حرمت الفلاحين من جني محصولهم المنتظر كل عام.
يعتمد معظم أهالي قرى ريف إدلب الجنوبي في رزقهم على موسم قطاف الزيتون، ولكن استمرار القصف المدفعي وتصاعد الغارات الروسية، منذ منتصف تشرين الأول الحالي، على حقولهم يهدد بحرمانهم من مصدر دخلهم، وهم يعانون من النزوح وغلاء المعيشة في مناطق الشمال ونقص الحماية والخدمات في المخيمات مع اقتراب الشتاء.
أشجار حُرمت من العناية
قال رئيس المجلس المحلي لبلدة معرتحرمة، ضياء حاج أحمد، لعنب بلدي، إن البلدة تملك قرابة 2500 دونم من أشجار الزيتون المثمرة، التي كان من المتوقع أن تنتج قرابة 275 طنًا من الزيت هذا العام، إلا أن القصف المستمر سبب الضرر “لعدد كبير من الأشجار”، ووقف في وجه عودة الأهالي للقطاف.
لم تكن ضربات القذائف مصدر الأذى الوحيد للأشجار، إذ حُرمت حقول الزيتون من رعاية الفلاحين وتُركت عرضة للأمراض والآفات، حسبما أشار المزارع أحمد الحاج مصطفى من قرية أرينبة في حديثه لعنب بلدي، “لدي خمسة عشر دونمًا مشجرة بأشجار الزيتون لم أتمكن هذا العام من الاعتناء بها، من سقاية ورعاية خاصة بسبب القصف المستمر على القرية والأراضي الزراعية، ولم أتمكن من تعشيب الأرض وإعطاء الأدوية للأشجار التي تعاني من الأمراض”.
وكانت مواسم الزيتون في محافظة إدلب عانت من عدوى حشرية العام الماضي إضافة إلى ذبابة الزيتون، ما أثر على مواصفاته وجودته المعتادة.
نهب وأمل بالتعويض
تتاخم بلدة معرزيتا حدود سيطرة قوات النظام السوري، وتتعرض للقصف المستمر منذ أشهر، الذي منع المزارعين من الوصول “ولو لحبة زيتون”، حسبما قال الفلاح خالد قطيش.
يسكن خالد قطيش في مخيم عشوائي لا يحميه من الشمس والأمطار سوى خيمة أقيمت على أرض قاسية وهو ينتظر العون إما بالوصول لحقله أو بالحصول على تعويض عن خسارته لمصدر رزقه الوحيد، وقال لعنب بلدي إنه يخشى قيام قوات النظام بالاستيلاء على أشجار الزيتون “كما فعلت مع حقول الفستق في خان شيخون” عند تقدمها للسيطرة عليها في شهر آب الماضي.
وعانت الزراعة في سوريا من الضرر والتراجع خلال سنوات الصراع السوري الثماني التي حملت الموت لمئات الآلاف من السكان وسببت نزوح وهجرة نصفهم.
وقدرت وزارة الزراعة التابعة للنظام السوري زيادة إنتاج الزيتون هذا العام مقارنة مع السنوات السابقة، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في شهر آب الماضي، وقال مدير مكتب الزيتون في وزارة الزراعة، محمد حابو، إن الإنتاج سيصل إلى 830 ألف طن من الثمار و150 ألف طن من الزيت، مع تصدر محافظة اللاذقية للإنتاج بـ168 ألف طن ثم إدلب بـ161 ألف طن.
ووضعت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في خطتها لعام 2019، هدف مساعدة 3.5 مليون شخص بمبلغ 120 مليون دولار، بمشاريع تدعم الإنتاج الزراعي وتحد من نقص الأمن الغذائي الذي يعاني منه 6.5 مليون سوري بشكل حاد ويعاني 2.5 مليون من خطر التعرض له.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :