سباب على السيدة والدتي

  • 2019/10/20
  • 12:00 ص
خطيب بدلة

خطيب بدلة

خطيب بدلة

تعرضتُ لهجوم ساحق ماحق من رفاقي الذين تابوا عن تعاطي الحشيش وتحولوا إلى شرب الزهورات والعيران والشاي الديري الثقيل، إضافة لتدخين السجائر، وبقبقة الأراكيل. بدأ أبو أيوب بما يسمونه في علوم العسكرتاريا “الرمي التمهيدي”، وقال لي:

– كأنك كبرت علينا يا أستاذ، وما عادْ تعرف كيف بدك تتبرأ منا. يكون في علمك نحن متابعينك، وقرينا اللي كتبتُه في صحيفة “عنب بلدي” وخاطبت فيه القراء بأنه “لا تؤاخذونا يا جماعة، كاتب هذه المقالة لا يحشش وهذه الجلسات فانتازيا من وحي الخيال”.. بالله عليك، نحن اللي كل واحد بحجم البعير، من وحي الخيال؟!

قال أبو عاجوقة وهو يشعل سيجارة حمراء طويلة: طول بالك عَ الزلمة يا أبو أيوب، الكاتب في بلادنا أيش ما عمل ما بيرضى عنه حدا.. والله أنا لما بقرا التحاشيك على أمّ صديقنا الكاتب “خطيب” ونسوان عيلته بتعليقات القراء بدوب خجل. عيب يا زلمة.

قال أبو مراد: عم تخجل لأنك بطلت الحشيش يا أبو عاجوقة؟ هلق لو كنت مشعل “صاروخ حشيش” وهالصاروخ عم يفشّ ويطشّ ويكشّ متل صواريخ حسن نصر الله اللي بده يضرب فيها إسرائيل والإرهابيين والتكفيريين، مستحيل إنَّكْ تهتم لتحشوكتين أو تلاتة تعرض لهم أخونا أبو مرداس.

قال أبو نايف: بدك الصراحة يا أستاذ؟ أنا من يومين كنت بدي أحشك عليك. قريت لك بوست كتير عجبني. وطلعت بنتيجة إنك بتحشش فعلًا، بس يمكن بالسر.

قلت له: عداك العيب يا رفيق أبو نايف.

وشرحت له ولبقية الرفاق أننا، أبناء البلاد المتخلفة، نفعل في السر ما يندى له الجبين، وأما في العَلَن فنحن أبناء جَلا، وطَلَّاعو الثنايا، أهلُ الشرف والإخلاص، البطل نحن أبطلُ منه، والشريف نحن أشرف من الذين خلفوه، والشيخ نحن أمشيخ منه، والعكروت نحن أعكرت منه..

قال أبو نايف: لا تخليني إنسى موضوع البوست. أنت كتبت (كلما فكرتُ أن أتضامنَ مع إخوتنا الكرد أتذكرُ أنني لستُ عربيًا، وعندما أفكر بالتضامن مع إخوتنا العلويين الذين تنهمر الصواريخ والبراميل على رؤوسهم منذ سنوات أنتبه إلى أنني لستُ سنيًا).. صح؟

قلت له: صح، بس هادا الجزء الأول من البوست، يعني المقدمة.. القسم الأخير هوي التالي: أنا من أقلية صغيرة لا تفكر بالقوميات، ولا الأديان، ولا الطوائف، ولأجل هذا نتعرض للسباب على نسائنا بشكل دائم.

قال أبو عاجوقة وهو يسحب سيجارة مشبوهة من طرف الجورب، ويشعلها وينفث دخانها باستمتاع: هادا هوي الحكي اللي بيجي منه بفحص البَكاَرُوليا، عليّ الطلاق من أختكم أم عاجوقة، أنا هادا الحكي بيمثلني. هلق بدي أدخل ع صفحة الأستاذ وأعمل له مشاركة.

قال أبو نايف: ما بتحسن تعمل له مشاركة، لأنه حضرته حذف البوست، وأنا لهلق ما فهمت ليش حذفه.

قلت: حذفته لأنه، خلال دقيقتين، تحولت صفحتي لساحة نزال بين متعصبين عرب، ومتعصبين كرد، ومتعصبين سنة، ومتعصبين من بقية الطوائف، وصار بين الشباب تحاشيك وبزاق وتهديد بالقتل والسحل.. وبالأخير كل الأطراف صاروا يسبوا علي أنا!

مقالات متعلقة

مقالات الرأي

المزيد من مقالات الرأي