توالت ردود الفعل المحلية والدولية عقب الإعلان عن الاتفاق التركي- الأمريكي لوقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا لمدة خمسة أيام.
وأبدى قائد “قوات سوريا الديمقراطية”، مظلوم عبدي، الخميس 17 من تشرين الأول، في تصريحات لقناة “روناهي” الكردية استعداد قواته للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وفعل كل ما يلزم لإنجاحه.
وأوضح أن الاتفاق يقتصر على المنطقة الممتدة بين مدينتي رأس العين وتل أبيض الحدوديتين، مشيرًا إلى أن مصير بقية المناطق لم يُناقش بعد.
واعتبر عبدي أن الاتفاق فُرض على تركيا نتيجة للضغوط الدولية الكبيرة، مضيفًا أنه اتفاق مبدئي، وسيضمن في النهاية عدم تحقيق تركيا لجميع أهدافها التي شنت من أجلها العملية العسكرية على مناطق شمال شرقي سوريا.
ولفت المسؤول الكردي إلى أن الولايات المتحدة مسؤولة عن عدم حصول تغيير ديموغرافي في المنطقة، وعن عودة سكانها إلى ديارهم، بحسب تعبيره.
وأعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في بيان لها بدء سريان وقف إطلاق النار اعتبارًا من الساعة العاشرة مساء بالتوقيت المحلي، آملة في التزام الحكومة التركية بذلك.
تعليق للعملية العسكرية وليس وقفًا لإطلاق النار
من جانبه نفى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أغلو، أن يكون ما تم التوصل إليه مع نائب الرئيس الأمريكي اتفاقًا لوقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه تعليق للعملية العسكرية.
وأضاف جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي أن “تعليق العملية لا يعني انسحاب جنودنا وقواتنا من المنطقة، فنحن سنواصل البقاء فيها، وسنتابع بشكل مباشر كل ما يتم تنفيذه عبر وجودنا في المنطقة ومصادرنا الاستخباراتية وكل شيء سيتم أمام أعيننا وسنراقبه”.
وتابع، “لا يمكننا وقف الهجوم إلا عندما تنسحب جميع العناصر الإرهابية بالكامل من هذه المنطقة”، لافتًا إلى أن ما يهم بلاده هو “إقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلومترًا، وبطول 444 كيلومترًا، حتى حدود العراق شرق نهر الفرات بسوريا”.
اتفاق غامض
رد فعل النظام السوري على الاتفاق جاء على لسان المستشارة الإعلامية لرئيس النظام السوري، بثينة شعبان، التي اعتبرت أن الاتفاق “غامض ومعانيه غير مكتملة”.
وفي مقابلة مع قناة “الميادين” قالت شعبان، إن “ما تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وتركيا لا يعني أن روسيا وسوريا ستوافقان عليه”.
وأضافت أن “سوريا ستتصدى لأي عدوان أجنبي عليها، وستواجه الغزو التركي”، وبأنها “لا يمكن أن تقبل نسخ نموذج كردستان العراق”، وفق قولها.
“يوم عظيم” و “عار”
وفي الولايات المتحدة الأمريكية تضاربت التصريحات حول اتفاق وقف إطلاق النار، فبينما أشاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالاتفاق، معتبرًا أنه “يوم عظيم” للولايات المتحدة ولتركيا وللكرد، وبأنه يخدم مصالحهم جميعًا، وصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، وزعيم الديمقراطيين بمجلس الشيوخ، تشاك شومر، الاتفاق بأنه “عار”.
واعتبر المسؤولان الأمريكيان في بيان لهما أن الاتفاق “يقوض بشكل خطير مصداقية السياسة الخارجية الأمريكية، وبأن الرئيس أردوغان لم يتخلَّ عن شيء بينما قدم الرئيس ترامب له كل شيء”.
ترحيب أممي
من جهته رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بالاتفاق وقال في بيان له إنه “يرحب بأي جهد لتهدئة الوضع وحماية المدنيين، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي”.
وأضاف أنه “يقر بأن الطريق لا يزال طويلًا أمامنا لإيجاد حل فعال للأزمة في سوريا”.
واتفقت أنقرة وواشنطن مساء الخميس، 17 من تشرين الأول الحالي، على وقف إطلاق نار مؤقت في شمال شرقي سوريا، ريثما تنسحب “وحدات حماية الشعب” (الكردية) من “المنطقة الآمنة” داخل الحدود السورية.
بنود الاتفاق
وعقب محادثات أجراها مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أعلن نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، موافقة تركيا على وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام في مناطق شمال شرقي سوريا للسماح بانسحاب القوات الكردية.
وأضاف بنس خلال مؤتمر صحفي أن الجانب التركي سيوقف عملية “نبع السلام” لمدة 120 ساعة بشكل كامل من أجل السماح بانسحاب “وحدات حماية الشعب” (الكردية) بشكل آمن من المنطقة.
وأشار إلى أن المفاوضات بين الطرفين استمرت نحو خمس ساعات حتى تمكنا من التوصل “لاتفاق ينقذ الأرواح”، بحسب تعبيره.
كما تم الاتفاق بين الطرفين على إيجاد حل للمنطقة الآمنة، وتعهدت تركيا بحماية الأقليات في مناطق شمالي سوريا، ومواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” وحماية السجون، وفقًا لبنس.
وأكد بنس أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، سيرفع العقوبات عن تركيا فور تنفيذها وقف إطلاق النار.
وتشهد مناطق شمال شرقي سوريا عملية عسكرية بدأتها تركيا مدعومة بـ “الجيش الوطني” السوري، تحت اسم “نبع السلام”، في 9 من تشرين الأول الحالي، ضد “قسد” وعمادها العسكري “وحدات حماية الشعب”.
–