طالبت “الإدارة الذاتية” (الكردية) شمال شرقي سوريا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بفتح ممر إنساني لإجلاء المدنيين والجرحى المحاصرين في مدينة رأس العين (سريه كانيه) الحدودية مع تركيا.
وفي بيان لها اليوم، الخميس 17 من تشرين الأول، دعت “الإدارة الذاتية” المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وجامعة الدول العربية وروسيا الاتحادية والتحالف الدولي للتدخل العاجل لفتح ممر إنساني آمن لإجلاء القتلى والجرحى المدنيين المحاصرين في مدينة رأس العين، التي تشهد اشتباكات بين فصائل “الجيش الوطني” التي تدعمها تركيا من جهة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) من جهة أخرى.
وأشار البيان إلى وجود عشرات القتلى ومئات الجرحى من المدنيين الذين رفضوا مغادرة مدينتهم، بينهم أطفال ونساء وكبار في السن، لافتًا إلى عدم تمكن المنظمات الإنسانية ومنها “الهلال الأحمر الكردي” و”هيئة الصحة” من إجلائهم نتيجة تعرض القوافل الطبية للقصف من الجانب التركي، وفقًا للبيان.
كما اتهم البيان القوات التركية باستخدامها أسلحة يُعتقد بأنها محرمة دوليًا إلى جانب تشديدها للقصف الجوي والمدفعي العشوائي على المدينة.
ودعا البيان إلى إيقاف العملية التي شنتها تركيا على منطقة شرق الفرات تحت اسم “نبع السلام” “لمنع حدوث مجازر وإبادة بحق المدنيين”.
لكن وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، تحدث عن معلومات وصلت إلى وزارته تفيد بتحضير “الوحدات” لاستخدام سلاح كيماوي واتهام تركيا باستخدامه، معتبرًا أن جيشه لا يملك أسلحة كيماوية.
من جانبها أفادت “قوات سوريا الديمقراطية” باستهداف القوات التركية و”الجيش الوطني” المستشفى الوحيد الفعال بمدينة “رأس العين”.
ونزح أكثر من 275 ألف مدني، بسبب الهجوم التركي على مناطق شمال شرقي سوريا بينهم 70 ألف طفل، إضافة إلى العديد من المصابين والجرحى، وفق ما أعلنت “الإدارة الذاتية” الثلاثاء 15 من تشرين الأول الحالي في بيان لها.
وأضافت أن الرعاية والتجهيزات الطبية والدوائية اللازمة غير متوفرة، بعد توقف معظم المراكز الطبية عن العمل.
وكانت منظمات تابعة للأمم المتحدة حذرت في الأيام الماضية من نزوح عشرات آلاف المدنيين من مناطق شمال شرقي سوريا بحثًا عن الأمان، نتيجة العملية العسكرية التي أعلنتها تركيا على تلك المناطق.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، في بيان له، في 10 من تشرين الأول الحالي، إن “مئات الآلاف من المدنيين في الشمال السوري في طريق الأذى الآن”، مؤكدًا على ضرورة تجنب استهداف المدنيين والبنى التحتية.
ولفت إلى أن نزوحًا جديدًا سيضاف إلى ما هو بالفعل “أكبر أزمة نزوح في العالم”، داعيًا الأطراف المتقاتلة إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني.
واليوم حققت فصائل “الجيش الوطني” تقدمًا على حساب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في محور مدينة رأس العين.
وقال “الجيش الوطني” عبر “تلغرام” إن مقاتليه سيطروا على قرى شلاح والعصفورية والبرقع وتل جمه وكاجو شرقي وتل عطاش والمناجير على محور رأس العين.
وأضاف أن فصائله سيطرت على عربة مصفحة نوع “همر” أمريكية الصنع، على المحور ذاته.
وتعتبر مدينة رأس العين المحور الثاني الذي انطلقت عملية “نبع السلام” منه، إلى جانب مدينة تل أبيض، التي أعلنت فصائل “الجيش الوطني” السيطرة عليها بشكل كامل، يوم الأحد الماضي.
ويأتي ما سبق في اليوم التاسع من عملية “نبع السلام”، التي أعلنت تركيا أنها تستهدف المناطق الحدودية لسوريا، التي تسيطر عليها “قسد”، من أجل إنشاء “منطقة آمنة”، كخطوة لإعادة أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ سوري إليها.
وشهدت مناطق شرق الفرات في الأيام الثلاثة الماضية تطورات متسارعة، منها دخول قوات النظام السوري إلى عدة مناطق في محافظتي الرقة والحسكة، بموجب اتفاق أبرمه النظام السوري مع “الإدارة الذاتية”.
وكانت آخر التطورات التي شهدتها مناطق شمال شرقي سوريا إعلان النظام السوري دخول قواته إلى مدينة عين العرب (كوباني)، في إطار الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع “قسد”.
ومنذ ثلاثة أيام حتى الآن انتشرت قوات النظام السوري في عدة قرى وبلدات في محافظتي الرقة والحسكة، بينما أعلنت السيطرة على مدينة منبج في الريف الشرقي لحلب.
–