وفاة يوسف الأحمد.. آخر صوت للنظام السوري في الجامعة العربية
توفي أمس، الثلاثاء 15 من تشرين الأول، سفير سوريا السابق في مصر، ومندوبها في جامعة الدول العربية، يوسف الأحمد.
وكان للأحمد دور كبير في الدفاع عن النظام السوري في أروقة جامعة الدول العربية، والوقوف في وجه تظاهرات السوريين في مصر، خلال السنوات الأولى للثورة السورية.
اشتباكات في أروقة الجامعة العربية
لم تكن الفترة الأخيرة للأحمد كسفير لسوريا في مصر سهلة، إذ شهد الأحمد ثورة “25 يناير (كانون الثاني)”، التي أنهت حكم الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك.
كما استمر الأحمد في عمله خلال تولي المجلس العسكري المصري تسيير أمور البلاد، حتى وصول جماعة “الإخوان المسلمون” إلى سدة الحكم، وقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق.
دافع الأحمد، منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، عن النظام السوري وقراراته في أثناء اجتماعات جامعة الدول العربية حتى تعليق عضوية سوريا فيها، في 12 من تشرين الثاني 2011.
ونقلت صحيفة “القدس العربي” عن مصادر دبلوماسية سورية، في 18 من تشرين الأول من عام 2011، أن اشتباكًا وقع بين الأحمد، ووزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم آل ثاني، في الاجتماعات المغلقة، على خلفية الأحداث الدامية التي عصفت في البلاد.
استمر الأحمد بمهاجمة الجامعة العربية بعد عودته إلى سوريا، وظهر في لقاء على “الفضائية السورية”، في السابع من آذار عام 2013، واعتبر من خلال تصريحاته أن الجامعة العربية، ومنذ بداية الربيع العربي، دأبت على “اتخاذ مواقف” تخدم “مشايخ الخليج”، على حد تعبيره.
صدامي.. قبل الثورة
اشتهر السفير يوسف الأحمد، باشتباكات كلامية عدة مع السفراء العرب، والخليجيين تحديدًا، قبل الثورة السورية.
إذ تناقلت وسائل إعلام عربية، أن اشتباكًا وقع بين الأحمد، ووزير الخارجية السعودي السابق، سعود الفيصل، على خلفية تشبيه الأخير للأمين العام لـ “حزب الله”، حسن نصرالله، برئيس وزراء إسرائيل الأسبق، آرييل شارون.
ووقع ذلك الصدام في الاجتماع الطارئ الذي عقده وزراء الخارجية العرب، لبحث الأزمة اللبنانية في عام 2008، الذي استمر عشر ساعات.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، في 15 من أيار 2008، عن المندوب السعودي الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد القطان، قوله إن الأحمد “تجاوز حدود اللياقة الدبلوماسية” مع جميع الحاضرين، معتبرًا أنه “يؤيد” الاقتتال الداخلي اللبناني.
نفى الأحمد هذه السجالات للصحيفة نفسها، مؤكدًا أن ما ذكر لم يحصل، رغم أن الصحيفة أكدت صحة ما جاءت به معتمدة على عدة مصادر دبلوماسية عربية.
دور الأحمد في مصر
نالت الثورة السورية تعاطفًا شعبيًا في مصر، وشهدت العاصمة المصرية القاهرة، عشرات التظاهرات من سوريين ومصريين أمام السفارة السورية.
لعب الأحمد، الذي كان سفير سوريا في مصر ومندوبها في جامعة الدول العربية، دورًا كبيرًا في مناهضة تلك التظاهرات.
ووثقت مقاطع فيديو نشرت عبر موقع “يوتيوب”، منذ شهر آذار 2011، اعتداءات لفظية وجسدية لموظفي السفارة على المتظاهرين.
وتم خلال إحدى التظاهرات اختطاف مواطن مصري من أمام باب السفارة السورية، قبل الإفراج عنه بتدخل من الأمن المصري.
سبق اختطاف المواطن المصري، اعتداء على متظاهرين سوريين في 17 من آذار 2011، من قبل موظفين سوريين يعملون في السفارة السورية.
ونقلت صحيفة “العرب” القطرية في 14 من كانون الأول من عام 2011، عن ناشطين سوريين في العاصمة المصرية القاهرة، قيام الأحمد بسبهم وتوجيه “ألفاظ نابية” إليهم عدة مرات، وهي تصريحات كررها الناشطون السوريون لوسائل الإعلام عدة مرات.
قريب الأسد
موقف يوسف الأحمد من الثورة السورية كان واضحًا منذ البداية، خاصة مع القرابة التي تجمعه مع رئيس النظام السوري، بشار الأسد، فهو متزوج من روعة الأسد، ابنة عم بشار الأسد.
ويوسف الأحمد من مواليد عام 1947، وكان يحمل إجازة في الهندسة الكهربائية، وشغل منصب عضو في القيادة القطرية لحزب “البعث” في سوريا.
غادر الأحمد القاهرة في 23 من شباط 2012، بعدما اتخذت دمشق قرارًا بسحب سفيرها من القاهرة، ردًا على قرار مصر سحب سفيرها من دمشق.
ونقلت صحيفة “البعث” الحكومية، اليوم 16 من تشرين الأول، عبر موقعها الإلكتروني وفاة الأحمد في مشفى الشامي بدمشق.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :