قابلت تركيا إعلان عدة دول أوروبية تعليق الصادرات من الأسلحة إليها بسبب العملية العسكرية شرق الفرات، بالتأكيد أنها ماضية بالعملية حتى النهاية، في حين تحدثت وسائل إعلام تركية، أن الأسلحة المستخدمة في عمليلة “نبع السلام” في سوريا محلية الصنع، ما يُشير إلى عدم تأثّر سير العمليات في شرق الفرات بقرار الدول الأوروبية تعليق بيع الأسلحة إلى تركيا.
ومع بدء عملية “نبع السلام” التركية بمنطقة شرق الفرات، في 9 من تشرين الأول الحالي، أعلنت كل من فنلندا وهولندا والنرويج وألمانيا وفرنسا تباعًا تعليق صادراتها من الأسلحة إلى تركيا، معتبرة أن العملية العسكرية التركية شمال شرقي سوريا تعمل على زعزعة استقرار المنطقة بشكل إضافي، وتتسبب بعودة تنظيم “الدولة الإسلامية” بعد أن تم القضاء عليه بشكل كبير.
وتعد تركيا أكبر مشترٍ للأسلحة الألمانية داخل حلف “الناتو”، وبلغت قيمة صادرات أسلحتها إلى تركيا في عام 2018 نحو 242.8 مليون يورو، وهو ما يعادل ثلث القيمة الإجمالية لصادرات الأسلحة الألمانية، كما وصلت إلى 184.1 مليون يورو في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019، وفقًا لموقع “DW” الألماني.
وفي أول تعليق رسمي تركي على تعليق بيع الأسلحة الأوروبية لها، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن بلاده لن تردعها عمليات الحظر.
وأضاف الوزير التركي، قبل يومين، في حديثه للإذاعة الألمانية الناطقة باللغة التركية (دويتشه فيله)، “بغض النظر عما يفعله أي أحد، وبغض النظر عما إذا كان ذلك حظرًا على السلاح أو أي شيء آخر، هذا يقوينا فحسب”، وفق ما ترجمت عنب بلدي.
وتابع، “تركيا قبل 15 عامًا كانت تنتج 20% من احتياجاتها العسكرية، والآن يحظى إنتاجنا 70%”.
وأردف، “حتى لو كان حلفاؤنا يدعمون منظمة إرهابية، وحتى لو كنا نقف وحدنا، وحتى لو تم فرض حظر، ومهما فعلوا، فإن معركتنا هي ضد المنظمة الإرهابية”.
بالأرقام.. صادرات عسكرية من وإلى تركيا
بحسب معهد “ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام”، وهو معهد مستقل مكرس للبحث في الصراعات والتسلح ومراقبة الأسلحة ونزع السلاح، استوردت تركيا بين عامي 2011 و2018 سلاحًا من الخارج بقرابة سبعة مليارات دولار، وكان للدول الأوروبية نصيب كبير من هذه الصادرات كـ (الدنمارك، فرنسا، ألمانيا، هولندا، إسبانيا، إيطاليا، النرويج) بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وتركزت الصادرات العسكرية الأوروبية إلى تركيا بالطائرات وأجهزة الاتصالات والأسلحة الدفاعية والصواريخ.
ومع نمو الصناعة العسكرية التركية، خلال السنوات الماضية، تمكنت تركيا من تحقيق تقدم كبير في مجال المنظومات الصاروخية.
وتبذل أنقرة جهودًا كبيرة لتملك أسطولها الحربي الخاص من الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات من دون طيار، وتعمل على تطوير دبابة “ألتاي” ذات المدافع الثلاثة وعشرات الأنواع من السيارات المصفحة وناقلات الجنود.
وبلغ حجم الصادرات التركية من السلاح بين عامي 2011 و2018 قرابة ملياري دولار، واستهدفت الصادرات التركية بشكل رئيسي الدول العربية كـ(الإمارات، السعودية، البحرين، قطر، الكويت، تونس، عمان) بالإضافة إلى باكستان ودول أخرى، وتركزت مبيعات الأسلحة التركية لهذه الدول بالطائرات والصواريخ والمدرعات والسفن.
تركيا تستخدم أسلحتها المحلية في “نبع السلام”
نشرت قناة “A haber” التركية، في 10 من تشرين الأول الحالي تقريرًا قالت فيه إن الجيش التركي يستخدم أسلحة محلية الصنع، في عملية “نبع السلام” بمنطقة شرق الفرات في سوريا.
وقالت القناة إن الجيش التركي بدأ بقصف مواقع “الوحدات” بأسلحة محلية الصنع، وإنه يعتمد عليها بشكل كامل في المعركة، مشيرة إلى أن الأسلحة التركية جذبت انتباه العالم بسبب تطورها في السنوات الأخيرة.
وذكرت “A haber” في تقريرها الأسلحة التركية المستخدمة في عملية “نبع السلام”، وهي مدفع العاصفة “155T”، الذي يعتبر السلاح الأكثر تأثيرًا بعد طائرات “F-35” ويصل مداه إلى 40 كيلومترًا ويستطيع رمي ست قذائف في الدقيقة الواحدة ولديه قدرة لتغيير الموضع خلال 30 ثانية.
وطائرة دون طيار “بيرق تار”، وهي أول طائرة حاملة للصواريخ محلية الصنع في تركيا وتستطيع التحليق لمدة 24 ساعة وتستطيع إصابة أهداف من مسافة ثمانية كيلومترات بدقة كبيرة.
والمدرعة “كوبرا”، المزودة بنظام دفاعي وتحمل تسعة أشخاص، وتسير بسرعة 110 كيلومترات ومصممة لتسير في المناطق الوعرة.
والمدرعة “أوتوكار”، هي مدرعة متعددة الاستخدامات صنعتها شركة “أوتوكار” التركية وهي مزودة بأنظمة حماية وتحمل أسلحة متوسطة وثقيلة ومزودة أيضًا بأنظمة رؤية ليلية وأنظمة رؤية عبر الدخان وتستطيع حمل 12 شخصًا ووزن يصل إلى 24 طنًا.
والقمر الصناعي العسكري “غوكتورك” الذي يستطيع التقاط صور دقيقة والعمل في التضاريس الجغرافية كافة، ويستطيع إجراء مسح وفق خاصية الأشعة تحت الحمراء، كما أن لديه القدرة على إخفاء الصور التي يلتقطها.
وحول ما إذا ستتأثر عملية تركيا بسبب تعليق الصادرات العسكرية الأوروبية إليها، يرى المحلل العسكري العقيد أحمد حمادة، أن تركيا لن تتأثر لأن علاقة أنقرة مع تلك الدول ليست عرضية بل هي أعضاء في حلف عسكري عريق (ناتو).
وأضاف حمادة، في حديث إلى عنب بلدي، اليوم الاثنين 14 من تشرين الأول، أن تركيا تنوع مصادر تسليحها وأنها تصنع معظم احتياجاتها الدفاعية، في إشارة إلى استخدام تركيا أسلحة محلية في عملية “نبع السلام”.
–