يروي ألكسندر بوشكين، عبر روايته “ابنة الضابط”، حكاية الضابط بترو أندروفيتش، الذي تسوقه أقداره للإشراف على أحد الحصون العسكرية، حيث يقع بحب ابنة ضابط آخر.
صفحات الرواية تحمل عناصر الحب والشجاعة والفروسية، إذ تتحدث عن التزام من بترو أندروفيتش تجاه فتاة أحبها حتى الموت، إذ يخوض نزال موت من أجلها (كان هذا النوع من النزال شهيرًا في روسيا، ويقوم فارسان بالمبارزة لغرض معين حتى موت أحدهما).
مع معالجة إنسانية عميقة للغاية، تمشي الرواية ببساطة وتلقائية، تجعل القارئ يتساءل إلى أين ستمضي أحداثها، وكيف ستكون نهاية بطلها؟ مع الملاحظة الأهم، أن بترو أندروفيتش ليس بطلًا خارقًا لديه قدرات مختلفة عن بقية البشر، إنما تتلخص قدراته بإنسانيته ووفائه تجاه من أحبها، وتجاه ما التزم به.
يعرف الأدب الروسي بامتلائه بالتفاصيل، سواء البصرية أو الإنسانية، ولا تخلو رواية ابنة الضابط من هذه التفاصيل، وهو ما يعطيها بعدًا إنسانيًا يجعلها واحدة من أجمل الروايات التي تجمع ما بين الحب كملحمة إنسانية يخوضها الإنسان في حياته.
يبدأ بوشكين روايته بشرح عن خلفية هذا الضابط الصغير، خلفية ضرورية لفهم طبيعة شخصيته وقراراته التي سيتخذها في المستقبل، ولا يمكن التغاضي عن الالتزام الذي تعلمه في حياته العسكرية وتأثيره اللاحق على شخصيته.
يخوض آندرو معارك حقيقية، عسكرية وعاطفية وعائلية، مع رفض أبيه زواجه من حبيبته، والظروف العسكرية والسياسية التي تمر بها البلاد، وموقف حبيبته من عدم موافقة أهله على الزواج، وبقدر هذه الملاحم، تمضي الرواية ببساطة وسلاسة كبيرتين.
ابنة الضابط هي الرواية الأخيرة التي كتبها بوشكين قبل وفاته، وربما كان يكتب رواية شبيهة بنهايته، إذ قتل بوشكين في إحدى المبارزات.
حازت الرواية على تقييم 5.0 على موقع “Goodreads”، وتعتبر النسخة التي ترجمها الراحل سامي دروبي من أفضل النسخ التي يمكن قراءتها.
انتهى بوشكين من كتابة روايته عام 1836، واستند فيها إلى أحداث حقيقية حصلت في روسيا.