عروة قنواتي
تطل بين شهر وآخر فترات التوقف الدولي، التي توقف المنافسات المحلية للدوريات في العالم لمدة أسبوع أو أكثر، حتى يلتحق اللاعبون بمنتخباتهم الوطنية، والكلام هنا عن الأكثر تأثيرًا ومتابعة في العالم، الدوريات الخمسة الكبرى (الألماني، الإيطالي، الإنجليزي، الإسباني، الفرنسي) ودوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي.
فترة التوقف الدولي يقصد بها التصفيات الرسمية للمنتخبات الوطنية، ومنها تصفيات كأس العالم وأمم أوروبا وأمم إفريقيا وأمم آسيا ودول الكونكاكاف وأمريكا الجنوبية، وفي الموسم الماضي، دخلت بطولة دوري الأمم الأوروبية خط المنافسات الوطنية.
هناك من ينظر إلى هذا التوقف على أنه ضرورة لالتقاط الأنفاس، بعد بدء الموسم بعدة أسابيع أو قبل نهايته، لتكون الفرصة مواتية للكثير من المدربين والأندية لإعادة ترتيب الأوراق وجعل المنافسة أكثر حرارة، بالإضافة إلى أن التوقف يعطي فرصة إضافية لاكتمال شفاء بعض النجوم في العالم، وكل هذه الحسابات تصب في مصلحة الأندية التي تتعرض للتعثر أو النتائج المتراجعة، وفي بعض الأحيان تصب في مصلحة الفرق المتصدرة والقريبة من التتويج، إذا كان الفريق يتعرض لمباريات صعبة على شكل حقل ألغام في الدوري المحلي أو بطولة دوري أبطال أوروبا.
بالتالي فإن نظرة لا تقل أهمية عن سابقتها تبدي امتعاضها من إرهاق اللاعبين الكبار في المنتخبات والتصفيات وفترة التوقف الدولي، ما يؤثر على المستوى المطلوب للاعب في فريقه، الذي يصارع على لقب الدوري أو الكأس، وحتى المنافسة الكبرى في دوري أبطال أوروبا.
وباستعراض سريع للفترة الحالية التي تشهد الجولات الخامسة والسادسة والسابعة من تصفيات اليورو 2020، فمن الواضح أن أندية، مثل مانشستر سيتي والمان يونايتد وتوتنهام وبروسيا دورتموند وأتلتيكو مدريد وإنتر ميلان ونابولي، قد استفادت من التوقف الدولي، لإعطاء جرعة من الراحة لبعض اللاعبين بعد جولات مخيبة للآمال أو كارثية عند بعض الأندية، بينما يبدو أن الفرق التي قبضت على صدارة الدوري المحلي (ليفربول بفارق ثماني نقاط عن أقرب منافسيه وريال مدريد وملاحقه برشلونة وسان جيرمان واليوفي) كانت تمني النفس بمشاهدة سقوط أكبر للخصوم في المسابقات المحلية ودوري أبطال أوروبا، وعدم وجود أي فرصة لترتيب الأوراق.
ومن هنا تبدو حرارة الصراع، في الإسعاف السريع لبعض الأندية الكبرى، والأضرار الجزئية التي قد تلحق “الفورمة” الممتازة في أندية ثانية، عدا عن الإصابات التي قد تكوي بعض النجوم، وتؤدي لغياب طويل أو متوسط عن الفريق، في منافسات الدوري المحلي ودوري الأبطال.
يعقب هذا التوقف في شهر تشرين الأول مجموعة من المباريات الصعبة، وأهمها الكلاسيكو الشهير بين ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى مواجهات إنجليزية عالية المستوى، والبداية ستكون من ملعب الأولد ترافورد بين مانشستر يونايتد وليفربول، بالإضافة إلى دخول الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا في دور المجموعات، ووضوح صورة المتأهل من المتعثر أكثر من قبل.